Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
11:41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعاً وَرَفَعَ يَسُوع عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ وَقَالَ أَيُّهَا الآبُ أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي.42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلَكِنْ لأَِجْلِ هَذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ. لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي.


وثقت مرثا بكلمة يَسُوع، وانسجمت ثقتها مع الإيمان بأمره، وطلبَت من الحضور رفع الحجر. فازداد التَّوتُّر بين جموع المزدحمين، وتساءلوا في نفوسهم: "هل سيدخل يَسُوع القبر، ويُقبِّل الحبيب الرَّاقد، أم ماذا تُراه سيفعل؟"
أمَّا يَسُوع فوقف هادئاً أمام القبر المفتوح، ورفع عينيه للصَّلاة، وصلَّى بصوتٍ مسموعٍ. وهنا نسمع إحدى صلوات يَسُوع كما دوَّنها البشير في الإِنْجِيْل. فخاطب الله باسم "الآب" خلاصةً لإيمانه ورسالته وقوَّته، وشكر الآب لأنَّ حياته لم تكن إلاَّ تقديساً وسجوداً لاسمه الأبوي. شكر يَسُوع الآبَ بصوتٍ واضحٍ لأجل استجابته صلواته قبل إقامة لِعَاْزَر. فبينما كان النَّاس يبكون، كان يَسُوع يُصلي. وطلب إلى أبيه إحياء صديقه، رمزاً للحياة الإلهيَّة الغالبة الموت. ووافق أبوه على طلبته، وأعطاه السُّلطان أن ينتزع صديقه لِعَاْزَر مِن براثن الموت، ويُقيمه بجسدٍ آخر جديدٍ لا تفسُّخ فيه ولا نتن.
آمن يَسُوع باستجابة صلاته، لأنَّه سمع صوت أبيه في قلبه على الدَّوام، وكان مواظباً على الصَّلاَة في جميع مراحل حياته. ولكنَّه أمام القبر المفتوح صلَّى بصوتٍ عالٍ، كي تُدرك الجموع الأسرار الَّتي ستحدث هناك. اعترف يَسُوع لأبيه شاكراً بأنَّه يستجيب له دائماً. فلم تفصل الابن عن أبيه أيُّ خَطِيئة، ولم يقف حاجزاً بينهما أيُّ مانعٍ آخَر. فالابن لم يعمل مشيئته الخاصَّة، ولم يطلب إكرام ذاته، ولم يشأ أن يتفرَّد بأيِّ قوَّةٍ. أمَّا الآب فعمل بملئه في الابن. ومشيئته الأبوية هي الَّتي أقامت لِعَاْزَر مِن قبره. اعترف يَسُوع بهذا كلِّه قدَّام الجماهير، ليُدركوا أنَّ الله نفسه أرسل ابنه إليهم. وهكذا أصبحَت إقامة لِعَاْزَر تمجيداً عظيماً للآب، وإعلاناً عجيباً لوحدة الثَّالُوْث الأَقْدَس.