Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
11:38وَجَاءَ إِلَى الْقَبْرِ. وَكَانَ مَغَارَةً وَقَدْ وُضِعَ عَلَيْهِ حَجَرٌ.39قَالَ يَسُوع ارْفَعُوا الْحَجَرَ. قَالَتْ لَهُ مَرْثَا أُخْتُ الْمَيْتِ يَا سَيِّدُ قَدْ أَنْتَنَ لأَِنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ.40قَالَ لَهَا يَسُوع أَلَمْ أَقُلْ لَكِ إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللَّهِ.


كان النَّاس في منطقة أورشليم يدفنون موتاهم في غرفٍ منحوتةٍ في الصَّخر، ويضعون حجراً مستديراً ضخماً على باب القبر الضَّيق، يُمكن دحرجته يميناً أو يساراً بواسطة خندق محفور لهذه الغاية، كلَّما أرادوا فتح القبر أو إغلاقه.
وكان لِعَاْزَر مدفوناً هكذا في قبره المنحوت المُقفَل. وتقدَّم يَسُوع إلى الصَّخرة، مُبصراً موته وسلطةَ الموت على جميع النَّاس، واستاء كثيراً لذلك. فرأى في الموت غضب الله المنصبّ على جميع الخطاة، حتَّى إنَّ الله قد أسلم الأحياء إلى أيدي المُهلك. ولكنَّ الخالق لا يُريد موت الأحياء، بل توبتهم ورجوعهم وحياتهم.
أمر يَسُوع برفع الحجر عن باب القبر. ففزع الحضور، لأنَّ لمس الميت عند اليهود يُنجِّس الإنسان لمدَّة أيَّامٍ، لا سيَّما وأنَّ جثَّة لِعَاْزَر قد سرى فيها الفساد خلال الأيام الأربعة الَّتي بقيت فيها مدفونةً. واعترضت مرثا على نحوٍ غير مباشَر قائلةً باسم الحضور: "يا ربّ، لا يليق أن نُزعج راحة الأموات، وقد أنتن جسد لِعَاْزَر". أين إيمانكِ يا مرثا؟ قبل دقائق معدودةٍ كنتِ تعترفين بأنَّ يَسُوع هو ابن الله والمَسِيْح نفسه القادر أن يُقيم الموتى. هل أعتمت بصيرتَك حقيقة الموت وصورة القبر في الصَّخر، فلم تعلمي ماذا أراد ربُّك؟
ولكنَّ يَسُوع عزَّز إيمانها، وأنعش ثقتها متجاوزاً قدرة البشر على ذلك، طالباً منها اتِّكالاًً كُلِّياً يستحقُّ رؤية مجد الله. لم يقُل المَسِيْح لها: "آمِني، فترين عجيبةً كبرى على يدي"، لأنَّه كان قد أنبأ تلاميذه في عبر الأردن أنَّ مرض لِعَاْزَر لم يكن للموت، بل لمجد الله (يُوْحَنَّا 11: 4). فقد علم يَسُوع ماذا كان ينبغي له أن يفعل انسجاماً مع مشيئة أبيه. فحاول لفت نظر مرثا مِن حقيقة الموت إلى مجد الله المُعلَن للإيمان. لم يكن هدف المَسِيْح أن يُكرم ذاته في ذروة عجائبه، بل أن يُظهِر عظَمَة أبيه وحده، ويُعلن مجده جلِيّاً.
هكذا يقول المَسِيْح لك أيضاً: "إنْ آمَنْتَ ترَ مجد الله". فحوِّل نظرك عن مشاكلك وضيقاتك، ولا تتفرَّس في ذنوبك وأمراضك، بل انظر إلى يَسُوع، وآمن بحضوره، وسلِّم نفسك كولدٍ يحتضن أمَّه. لتكن مشيئته؛ فهو يُحبُّك؛ ومشيئته هي محبَّةٌ وقوَّةٌ وانتصارٌ.