Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
الجُزْء الثَّالِث
النُّور يُضيء في حلقة الرُّسُل معلناً مجد الله
(يوحنَّا 11: 55- 17: 26)
12:14وَوَجَدَ يَسُوع جَحْشاً فَجَلَسَ عَلَيْهِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ15لاَ تَخَافِي يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي جَالِساً عَلَى جَحْشِ أَتَانٍ.16وَهَذِهِ الأُمُورُ لَمْ يَفْهَمْهَا تَلاَمِيذُهُ أَوَّلاً. وَلَكِنْ لَمَّا تَمَجَّدَ يَسُوع حِينَئِذٍ تَذَكَّرُوا أَنَّ هَذِهِ كَانَتْ مَكْتُوبَةً عَنْهُ وَأَنَّهُمْ صَنَعُوا هَذِهِ لَهُ.


لم يردّ يَسُوع على هتاف الجماهير، لأنَّه كان يعلم أنَّ النَّاس في هيجانهم، لا يمكنهم السماع أو التفكير بوضوح، بل يتدفَّقون في الأزقة والشوارع صارخين هاتفين متدافعين. لذلك كلَّمهم يَسُوع بطريقةٍ عمليَّةٍ، إذ ركب حماراً جواباً لهتافهم، كأنَّه يقول: "أنا هو الملك الموعود في سفر زكريا 9: 9. فلا تخافوا، بل ابتهجوا جدّاً، لأنَّي لا أُحطِّم أسوار وأبواب المدينة، ولا أقتل، ولا أُنفِّذ دينونة الله عليكم، بل إنَّني عادلٌ، لا فوضى عندي ولا محاباة، أُقيم عدلاً لليتامى، وأهتمُّ بالأرامل."
"ولكن للأسف الشَّديد، ليس جميع النَّاس عادلين. إنَّ مُعظمهم ظالمون، وقد زاغوا عن الطريق القويم. لا تخافوا، لأني لا أُهلككم حسب استحقاقكم, بل أغلب الشَّر فيكم، وأحمل خطاياكم في ذاتي، منصوراً، ولكني في الوقت نفسه أبدو ضعيفاً مغلوباً. فسأُنجِّيكم مِن غضب الله، وأنتصر في الحرب الرُّوحِيّة".
"أنتم تطلبون ملكاً بطلاً غالباً بالسَّيف. أمَّا أنا فآتيكم متواضعاً كحمَل وديعٍ بدون عنفٍ ولا قهرٍ. قد أخضعتُ إرادتي لأبي. أنتم تتوقَّعون ثورةً وحرباً ونصراً، أمَّا أنا فآتيكم بالمصالحة والخلاص والسَّلام مع الله. انظروا إلى الحيوان الَّذي أركبه. فأنا لا أركب حصاناً، ولا جملاً، بل حماراً. لا تنتظروا منِّي مالاً ولا شرفاً ولا انتعاشاً اقتصاديّاً، لأنِّي آتي بالحياة الأَبَدِيّة، وأفتح أبواب السَّماء لكم، مُصالحاً التَّائب مع الله".
ولكنَّ الجموع، بمَن فيهم التَّلاَمِيْذ، لم يفهموا قصد يَسُوع بهذا المثل الواقعي. ولكن بعد صعوده إلى السَّماء، فتح الرُّوْح القُدُس أذهانهم، فأدركوا تواضع المَسِيْح، ومجد الله الحالّ فيه، الَّذي اختلف كلَّ الاختلاف عن تطلُّعات النَّاس السِّياسيَّة والدُّنيوية. ولكنَّ الرُّوْح القُدُس أرشد أتباع يَسُوع للهتاف والفرح عند استقباله، قبل أن يُدركوا معنى النبوة وتحقُّقها حرفيّاً.