Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
16:26وَلَسْتُ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي أَنَا أَسْأَلُ الآبَ مِنْ أَجْلِكُمْ.27لأَِنَّ الآبَ نَفْسَهُ يُحِبُّكُمْ لأَِنَّكُمْ قَدْ أَحْبَبْتُمُونِي وَآمَنْتُمْ أَنِّي مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَرَجْتُ.28خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ الآبِ وَقَدْ أَتَيْتُ إِلَى الْعَالَمِ وَأَيْضاً أَتْرُكُ الْعَالَمَ وَأَذْهَبُ إِلَى الآبِ.


إنَّ الأب الَّذي لا يُحبُّ أولاده ليس أباً. فبواسطة إعلان اسم الآب، أعطانا المَسِيْح أبسط شكلٍ لإدراك محبَّة الله العُظمى. إنَّ إبراز اسم الآب هو لبُّ غاية المَسِيْح. فمَن يعرف الآب يعرف الله، ويتغير إلى ابنٍ له، ويثبت في محبَّته. في اسم الآب تجد الإِنْجِيْل كلَّه، ورجاء الحياة الأَبَدِيّة. ويُعلن المَسِيْح لك أنَّ لا حاجة بعد إلى الوساطة، لأنَّ الآب نفسه يُحبُّك، وهو ممتلئٌ محبَّةً ورحمةً. وبما أنَّ المَسِيْح مات على الصَّلِيْب، فليس ثمَّة حاجزٌ بيننا وبين الآب. إنَّ الإيمان بالابن حَمَل الله يُمكِّن أباه من أن يسكب محبته على الَّذين يُحبُّون المَسِيْح. فالَّذي يُدرك أُلُوْهِيَّة المَسِيْح ومجيئه مِن الآب وثبوته فيه قد اقترب مِن الثَّالُوْث الأَقْدَس، فيثبت في حياة الابن، ويمتلئ بنعمة الابن فرحاً بالروح على الدَّوام.
فهل تُحبُّ المَسِيْح، أم تُحبُّ ذاتك؟ على إجابتك عن هذا السُّؤَال، تتوقَّف شركتك مع الله. فكما العريس يُحاول فهم عروسه في جميع أحوالها، ويقرأ في عينيها أمانيها ورغباتها، ويضع آماله وأفكاره كلَّها فيها، ويشعر أنَّه بدونها غير مكتملٍ، ويريد أن يكون معها في كلِّ حينٍ، هكذا، وبدرجةٍ أعلى روحيّاً، تظهر محبَّتنا للمَسِيْح في اشتياقٍ عارمٍ، وانجذابٍ قويّْ، وارتباطٍ متينٍ به، فلا نبتغي عنه انفصالاً. فيُصبح يَسُوع محور حياتك، وقوَّة عملك، وأساس إيمانك، ودافع صلواتك. وقد لخَّص الرَّسُول هذه المعاني كلَّها بعبارته الشَّهيرة: "إنَّ لِِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيْحُ" فهو سلامنا.
صوَّر المَسِيْح لتلاميذه بجملةٍ واحدةٍ معجزة الفداء. فنزل مِن أعالي ألوهيته، وجال في الأرض الَّتي شوَّهها الحقد والفساد، تاركاً مجد أبيه. ولكن بعدَما أكمل برَّ النَّاس على الصَّلِيْب، فارق العالم المتبرر وعاد سريعاً إلى أبيه ينبوع الحياة الأَبَدِيّة. هكذا يُريد الرُّوْح القُدُس أن يخلق فيه كيان المَسِيْح وخدمته وشهادته. لقد انبثق هذا الرُّوح مِن الآب والابن، وحلَّ فيك وفي جميع المؤمنين، كي نثبت جميعاً في الثَّالُوْث الأَقْدَس قولاً وفعلاً وصلاةً. وهذا الرُّوح يريد أن يجذبنا جميعاً إلى شركة محبَّة الله، حتَّى نتقدَّم إلى موتنا بفرحٍ واطمئنانٍ، لأنَّنا حيثما كُنَّا أو ذهبنا، نرجع دائماً إلى الآب الَّذي فدانا في المَسِيْح. فهل تفرح بعودتك إلى السَّماء؟ هل تريد أن ترى المَسِيْح مُخلِّصك؟ عندئذٍ ستتفجَّر مِن قلبك صلوات الحمد وترانيم الشَّوق، غالباً جميع المصاعب والأمراض والاضطهادات. فإليك هذه البشرى السَّارَّة الَّتي أهمس بها في أذنك: "إنَّ أباك يُحبُّك، وهو يترقَّب مجيئك إليه بشوقٍ".

الصَّلَاة
أيها الآب، نشكرك لأجل محبَّتك الفائقة، حتَّى أنَّك بذلتَ ابنكَ عنَّا، وحمَّلتَه دينونتنا. يا مَن تُحرِّر نفوسَنا مِن الذنوب، وتبثُّ فينا روح ابنك، طهِّرنا لنكون قدِّيسين أمامك. علِّمْنا الثَّبات في وصايا ابنك، واملأ قلوبنا بمحبَّته، فتفيض أفواهنا بالصَّلاَة باسمه. إنَّنا مشتاقون لرؤيتك. مشتاقون للمكوث عندك على الدَّوام. خلِّص إخوتنا وأصدقاءنا وخصومنا. لقد حللتَ فينا، وجذَبْتَنا بفرط محبَّتك. أشعِل فينا نار محبَّتك لِنُحبَّ جميع النَّاس، ونُضحِّي لأجلهم، مثل عظيم محبَّتك.
السُّؤَال
كيف ولماذا يُحبُّنا الآب؟