علِم يَسُوع أنَّه لم يوجَد في جميع تلاميذه واحدٌ يستطيع أن يُبشِّر أو أن ينطلق للحرب الرُّوحِيّة، وأنَّ الجميع سيسقطون جرحى بإصاباتٍ مميتةٍ في قلوبهم وضمائرهم، إن لم يُحِطهم الله بقداسته وقدرته. ولهذا السبب صار الابن ذبيحةً، وقدَّس ذاته، على الرَّغم مِن كونه قُدُّوْساً في كلِّ حينٍ، ولبَّى بموته جميع مطالب القداسة، حتَّى تخمد شكاوى الشَّيْطَان بواسطة إيماننا بدم المَسِيْح. فعلى أساس هذا الموت الكفَّاري، نال التَّلاَمِيْذ الرُّوْح القُدُس الَّذي جعلهم آنيةً للماء الحي، شهوداً ليَسُوع مبشِّرين باسمه.
وهكذا تحرَّروا مِن المَكر، وتطهَّرت شفاههم مِن سموم الخداع، ونالوا الجرأة على عدم إنكار الحقيقة، وعلى كشف الخطايا، حتَّى وإن سبَّبت صراحتهم هذه تبكيتاً لضمائر النَّاس، أو ضيقاً لهم، طالما أنَّها تؤدِّي بالنَّتيجة إلى خلاصهم. إنَّ هذا الصراع مع الكذب، والدَّعارة، والكبرياء لا يُحقِّق نتائجه المرجوَّة إلاَّ بحماية دم المَسِيْح، وقوَّة شفاعته.