Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
19:30فَلَمَّا أَخَذَ يَسُوع الْخَلَّ قَالَ قَدْ أُكْمِلَ. وَنَكَّسَ رَأْسَهُ وَأَسْلَمَ الرُّوحَ.


بعدَما امتصَّ يَسُوع خلَّ الغضب، نطق بكلمة الانتصار: "قَدْ أُكْمِلَ" وقبل يومٍ مِن صرخة الانتصار هذه كان الابن يطلب إلى أبيه أن يُمجِّده في صراعه على الصَّلِيْب، كي يتمجَّد اسم الآب نفسه. فاعترف الابن بإيمانٍ أنَّ صلاته هذه ستُستجاب، أنَّه قد أكمل العمل الَّذي أعطاه إيّاه أبوه (يوحنّا 17: 1 و 4).
كان يَسُوع منتصراً على ذاته وهو على الصَّلِيْب. فلم تخرج مِن فمه أيُّ كلمة بغض، ولا أنَّة استرحامٍ، ولا صرخة يأس. بل غفر وسامح أعداءه، متمسِّكاً بمحبة الله الَّذي ظهر له عدوّاً لأجل خطايانا. فعلِم يَسُوع أنَّه قد أكمل فداء العالم، لأنَّ الله أكمل رئيس خلاصنا بآلامٍ شديدةٍ. ولا يستطيع أحدٌ أن يستقصي عظمة محبة الثَّالُوْث الأَقْدَس، لأنَّ الابن قدَّم نفسه لله بروحٍ أزليٍّ بلا عيبٍ ذبيحة حيَّة (عِبْرَانِيّين 9: 14). منذ صرخة يَسُوع الأخيرة على الصَّلِيْب تمَّ الخلاص، ولم يكن بحاجةٍ إلى إكمالٍ بعد.
فتبرُّعاتنا، وأَعْمَالنا الصَّالِحة، وصلواتنا كلُّها لا تُبرِّرنا ولا تُنشئ فينا قداسةً إضافيَّةً، لأنَّ ابن الله قد أتمَّ هذه كلَّها عنَّا مرَّةً وإلى الأبد. وبموته بزغ فجر عصرٍ جديدٍ، وحلَّ الصِّلح والوفاق، لأنَّ حَمَل الله المذبوح لأجلنا قد صالحنا مع الآب الَّذي في السماء. فكل مَن يؤمن به يتبرَّر. ورسائل الرُّسُل جميعها هي التفسير الكامل لكلمة يَسُوع الإلهية الأخيرة: "قَد أُكمِل".
إنَّ كنيسة المَسِيْح منبثقةٌ مِن الصَّلِيْب وحده. وتمجيد اسم الآب يتحقَّق بولادة أولادٍ مِن الرُّوْح القُدُس ثماراً لموت ابن الله البريء.
ونكس يَسُوع رأسه أخيراً بكلِّ جلالٍ ووقارٍ. فلم يسقط في يدي الموت، بل استودع روحه في يدي أبيه الَّذي أحبَّه دون انقطاع، حتَّى وسط دينونتنا، وفي القبر. وهذه المَحَبَّة جذبته إلى عرش النِّعمة، حيث هو جالسٌ اليوم عن يمين الآب، واحداً معه وثابتاً فيه.

الصَّلَاة
أيها الحمل القُدُّوْس، رافع خَطِيئة العالم، أنت مستحقٌّ أن تأخذ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ وحياتي أيضاً. إنِّي أخجل مِن آثامي الكثيرة. ولكنَّني لأجل موتك في المَحَبَّة عن جميع النَّاس أرفعُ رأسي، وأنظرُ إليك أيُّها المصلوب، ملتمساً منك أن تغفر ذنوبي كلَّها، ومؤمناً بتقديسي بنعمتك ودمك. أسجد لك مع جميع المقدَّسين، طالباً أن تفتح أعين جميع النَّاس الَّذين أعرفهم في مدرستي وبيتي ومهنتي ومحيطي، لكي يروك، ويُدركوا ذبيحتك، ويُسلموا نفوسهم لك. اجعلني أداةً لسلامك، كي أُبشِّر بخلاصك حتَّى تجيء.
السُّؤَال
ما هي كلمات يَسُوع الثلاث على الصَّلِيْب كما شهد بها يوحنّا، وما هي معانيها؟