Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
افتتاحية البشير لوقا
(1: 1 - 4)
1إِذْ كَان كَثِيرُونَ قَدْ أَخَذُوا بِتَأْلِيفِ قِصَّةٍ فِي الأُمُورِ الْمُتَيَقَّنَةِ عِنْدَنَا،2كَمَا سَلَّمَهَا إِلَيْنَا الّذينَ كَانوا مُنْذُ الْبَدْءِ مُعَايِنِينَ وَخُدَّاماً لِلْكَلِمَةِ،3رَأَيْتُ أَنَا أَيْضاً إِذْ قَدْ تَتَبَّعْتُ كلّ شَيْءٍ مِنَ الأَوَّلِ بِتَدْقِيقٍ، أَنْ أَكْتُبَ عَلَى التَّوَالِي إِلَيْكَ أيّها الْعَزِيزُ ثَاوُفِيلُسُ،4لِتَعْرِفَ صِحَّةَ الْكَلاَم الّذي عُلِّمْتَ بِهِ.


إنّ مخلّص العالم، وُلد حقّاً وعاش بيننا وصُلب علناً وقام مِن بين الأموات وصعد إلى السّماء. هذه هي الأمور المتيقّنة عند أتباعه، الّذين حصلوا بإيمانهم على هبة الرّوح القدس العظيم. وهذا الرّوح نبع منهم، ودفعهم إلى نشر بشرى الخلاص لكلّ انحاء العالم. فكثيرون كتبوا رسائل وألفّوا كتباً، ليوضحوا لمستمعيهم عن الشخص الفريد يسوع المسيح. وكلّ خبر حقّ عن يسوع يعني إنجيلاً، أكثر مِن المعنى الأصلي للكلمة. أي الخبر المفرح في بيت القيصر عند ولادة ابنه، أو نصرة جيشه على الأعداء. فلك الحق والامتياز أنّ تنشر الإنجيل السماوي وهو الخبر عن ولادة وانتصار المسيح في العالم.
وبعدما سمع الوالي الروماني ثاوفيلس كثيراً عن ملك الملوك وربّ الأرباب أراد ان يعرف كلّ شيء بدقّة عن كلّ التواريخ الحادثة بين ولادة الربّ وموته وقيامته الفريدة على التوالي. فسافر لوقا الطبيب اليوناني لمقابلة شهود العيان في شركة المسيح، واستخبرهم عن كلّ التفاصيل. ولم يبتدئ بإنجيله مِن وقت معمودية المسيح على يد يوحنّا المعمدان، بل تقصّى أسرار ولادة المسيح بدقّة وتابع حياته بانتباه كبير. فإيماننا ليس مبنيّاً على المُثل والآراء الفلسفية، بل على شخص حيّ أثّر على تاريخ البشر تأثيراً مكشوفاً واضحاً.
ووجد لوقا مجموعة مِن أقوال يسوع الّتي جمعها الرسل "خدّام الكلمة" وترجموها مِن الآرامية إلى اليونانية بكلّ دقّة وانتباه. ولا يوجد لدينا اليوم أم الأناجيل هذه في اللغة الآرامية، ولكنّها تظهر في الأناجيل الثلاثة الأولى جلية بقوّة ومجد عظيم. وأضاف لوقا إلى هذه الأقوال الاخبار والأمثلة من الشهود المعاينين، الّذين زارهم وفتّش عنهم، حتّى استخرج باجتهاده كلمات المسيح الثمينة والّتي لم توجد في الأناجيل الأخرى.
ونشكر يسوع المسيح ربّنا لأنّه أرشد بروحه القدّوس الطبيب لوقا اليوناني، ليكتب إنجيله، لان في عمله المجتهد يتحد العمل الموضوعي بدّقة مع قوّة الوحي، وبصيرة المسافر العالمي مع الإيمان البسيط في رحمة الله، الّذي هو أساس سلام المسيح للجميع.
وكتب لوقا إنجيله ليثبّت الوالي الطالب الرّوحي في أحداث المسيح، ليس تاريخياً فقط، بل روحيّاً أولاً، ليمتلئ بمسرّة الله وفرحه. وهذا ما تكسبه بدراسة الإنجيل إن قرأته بصلاة متواصلة.

الصَّلَاة
أيّها الربّ يسوع نشكرك لأنّك قُمت مِن بين الأموات، وأَنتَ حي ومالك مع الآب في جوهر واحد. ونعظّمك لأنّك أرشدت عبدك لوقا وكثيرين ليكتبوا إنجيلك بدقّة. ساعدنا لنسمعك في أقوالهم، ونفهم مقاصدك، ونؤمن بلطفك، ونتمم إرادتك، وننقل الخلاص للآخرين. ونخبرهم أنّك أنتَ مخلّص العالم، الّذي يبشّرنا شخصيّاً في إنجيله الفريد.
السُّؤَال
ما هي الأسس الّتي اعتمدها لوقا في كتابة بشارته؟