Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
إعلان ولادة يوحنّا المعمدان
(1: 5 - 25)
1:5كَان فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ مَلِكِ اليهودّية كَاهِنٌ اسْمُهُ زكريّا مِنْ فِرْقَةِ أَبِيَّا، وَامْرَأَتُهُ مِنْ بَنَاتِ هَارُونَ وَاسْمُهَا أَلِيصَابَاتُ.6وَكَانا كلاَهُمَا بَارَّيْنِ أَمَامَ اللَّهِ، سَالِكَيْنِ فِي جَمِيعِ وَصَايَا الربّ وَأَحْكَامِهِ بِلاَ لَوْمٍ.7وَلَمْ يَكُنْ لَهُمَا وَلَدٌ، إِذْ كَانتْ أَلِيصَابَاتُ عَاقِراً. وَكَانا كلاَهُمَا مُتَقَدِّمَيْنِ فِي أَيَّامِهِمَا.


هيرودس الأوّل ملك دموي دكتاتوري، جاء مِن أدوم ومَلَكَ على اليهود. وقد ساعد الرومان في معركتهم ببلاد مصر بحيلة وخيانة. فقوّوه كعميل لهم، فأبغضه شعبه بغضة الموت. واشتهر هيرودس عند موظفي الرومان، إذ داهن القيصر وبنى مدناً باسمه على النمط اليوناني، ماصّاً أموال شعبه الّذين أرهبهم رغم بنائه الهيكلّ المجيد، ليداهنهم أيضاً.
وفي وسط أيام البغضة والاستعمار والتيّارات الصاخبة عاش كهنة الله بتواضع. وقدّموا الذبائح اليومية إلى الله، ليصالحوا الأمّة الخاطئة معه عالمين أنّ غضب القدّوس معلن على كلّ فجور النّاس. وقد عيّن الملك داود قبل المسيح بألف سنة أربعاً وعشرين فرقة. وكلّ واحدة منها، تقوم أسبوعاً كاملاً ليلاً نهاراً بالخدمات أمام الله للتكفير عن الخاطئين. وفرقة أبيّا هي الفرقة الثامنة المعتدلة الرتبة، وغير المسؤولة عن إدارة كلّ الطقوس الكهنوتية.
فزكريّا الكاهن واسمه يعني الله يتذكّر، كان قد تزوّج بامرأته أليصابات ومعنى اسمها، الله حلف في أمانته. وهي مِن أرومة كهنوتية أصيلة، ترجع إلى هرون رئيس الكهنة، الّذي كان أخاً لموسى. فعاشت عائلة زكريّا ببركات من تبرير الذبائح اليومية، لأنّه ليس إنسان باراً مِن تلقاء نفسه.
وتقواهما ومحبّتهما لله، ظهرت في سلوك حكيم حسب الشريعة وتفسيره. وهكذا عاشا متواضعين مصليين خادمين، فأكرمهما الجيران وأحبوهما شاعرين أنّ هذه العائلة تصدر منها بركة الربّ إلى الآخرين. وحيث يكون الربّ محور الزواج، فهناك تنبع نعمة فوق نعمة مِن الزوجين إلى مَن حولهما.
ولا يتحقّق التقديس في الإنسان، بدون حفظ الوصايا ولا بِرّ بلا ذبيحة. وبواسطة هذين المبدأين مِن العهد القديم التقديس والتبرير، يقودنا لوقا إلى الإيمان في العهد الجديد، الّذي هو أمام القديم، لأنّ المسيح برّرنا في ذبيحته. والرّوح القدس، يقدّسنا لحفظ الوصايا.
وقد ابتدأ لوقا إنجيله منطلقاً مِن قصّة حول الهيكل، وانهاها بالأصحاح 24: 53 ضمن الهيكل أيضاً، خاشعاً تجاه مسكن الله في العهد القديم، إلى ان رفض اليهود المصالحة في المسيح. فدمّر الرومان الهيكل نهائيّاً. بعدما فارقه الله حسب النبوّة في سفر حزقيال.
وشعر زكريّا وأليصابات خلال صلواتهما بغضب الله الآتي مراراً كثيرة. لأنّه لم يمنحهما أولاداً، فتألّما مِن عزلتهما في شيخوختهما، واعتبرا عقمهما عاراً عليهما. ولكن على الخصوص في هذا الانكسار اليومي، بقيا بارّين ولم يتبخترا ببرّهما الشخصي، بل ألقيا رجاءهما بالتمّام على النّعمة. ولا يترك الله الراجي المتواضع، بل يعرف صراخ قلبه ويستجيب له في حينه.

الصَّلَاة
أيّها الربّ، نشكرك لأجل قديسيك في العهد القديم، الّذين سلكوا أمامك منكسري القلوب، وآمنوا بتقديسهم بواسطة الذبائح. اغفر لنا استكبارنا وساعدنا في غضبك الآتي، لأجل ذبيحة المسيح وقوّة الرّوح القدس.
السُّؤَال
كيف رتّب لوقا إنجيله مرتبطاً بالعهد القديم؟