Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
1:18فَقَالَ زكريّا لِلْمَلاَكِ، كَيْفَ أَعْلَمُ هَذَا، لأَنِّي أَنَا شَيْخٌ وَامْرَأَتِي مُتَقَدِّمَةٌ فِي أَيَّامِهَا.19فَأَجَابَ الْمَلاَكُ، أَنَا جِبْرَائِيلُ الْوَاقِفُ قُدَّامَ اللَّهِ، وَأُرْسِلْتُ لأُكلّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهَذَا.20وَهَا أَنْتَ تَكُونُ صَامِتاً وَلاَ تَقْدِرُ أَنْ تَتَكلّمَ، إِلَى الْيَوْمِ الّذي يَكُونُ فِيهِ هَذَا، لأَنَّكَ لَمْ تُصَدِّقْ كلاَمِي الّذي سَيَتِمُّ فِي وَقْتِهِ.21وَكَان الشَّعْبُ مُنْتَظِرِينَ زكريّا وَمُتَعجِّبِينَ مِنْ إِبْطَائِهِ فِي الْهَيْكلّ.22فَلَمَّا خَرَجَ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يُكلّمَهُمْ، فَفَهِمُوا أَنَّهُ قَدْ رَأَى رُؤْيَا فِي الْهَيْكلّ. فَكَان يُومِئُ إِلَيْهِمْ وَبَقِيَ صَامِتاً.23وَلَمَّا كَمَلَتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ.24وَبَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ حَبِلَتْ أَلِيصَابَاتُ امْرَأَتُهُ، وَأَخْفَتْ نَفْسَهَا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ قَائِلَةً،25هَكَذَا قَدْ فَعَلَ بِيَ الربّ فِي الأَيَّامِ الّتي فِيهَا نَظَرَ إِلَيَّ، لِيَنْزِعَ عَارِي بَيْنَ النّاس.


إنّ الخالق القدّوس يكرم المصلين، ويكلّمهم بواسطة الكتاب المقدّس وشهوده الأمناء وملائكته الخدّام. فهل تؤمن بتكلّم العلي، وهل تخضع لدعوته، وهل تقبل مواعيده فرحاً؟ إنّ الله نفسه يأتي إليك في كلمته. ومَن يشكّ في عباراته يجعل الله كاذباً. ومَن يرفض كلمته، يرفض الضابط الكلّ نفسه.
هل تؤمن باستجابة صلواتك. إنّ زكريّا صلّى، ولكنّ خدمته صارت عادة كهنوتية، ولم يصدق بكلّ قلبه باستجابة طلباته، وآمن باختباراته ومبادئ الطبيعة أكثر مِن ثقته بالخالق الضابط الكلّ. فشكّ الكاهن بكلمة الربّ، ولم يدرك مباشرة أنّ ظهور الملاك هو الكفالة لتحقيق وعد الله. وهكذا لا يثق كثير مِن المؤمنين بكلمة المسيح كاملة، لأنّهم لا يدركون أنّ المصلوب هو الكفالة الفريدة لإتمام مواعيد أبيه. ليتنا لا نرفض مواعيد الله، فتكون قلوبنا عندئذ كالأحجار الرافضة ما يأتيها مِن الماء، بل نقبلها ونقبلها ونستلمها رأساً ونشكر لأجلها مؤمنين إيماناً لا يتزعزع أبداً.
وعندما ظهر الشك في نفس الكاهن، غضب الملاك في قداسته قائلاً ها أنذا حاضر، ألا تراني وتلاحظ أنّ الله يكلّمك شخصيّاً بواسطتي، وقد اختارك وفوّضك مانحاً إياك علامة تفوق عقل الإنسان. إنّي أمثّل جبروت الله آتياً مِن العرش المجيد إليك أيّها الشيخ الخاطئ في وسط ظلمات عالمك، لأبشّرك بفرح عظيم أفلا تؤمن؟! فهذا يظهر أنّك كاهن بقلب قاس رغم ظهور تقواك وصلواتك.أيّها الأخ هل تؤمن بكلام الربّ الموجّه إليك، أو تقسّي قلبك لجذب محبّته؟ آمن ولا تتأخر لكيلا تتغير نعمة الله إلى غضب ينسكب على الشاكين البطيئي الإيمان.
وضرب المخبر بالفرح لسان الكاهن المشكّك بالخرس ولكنّه لم يبده، بل قاصصه بالنّعمة ليبقي له فرصة التأمل بمعنى إعلانات سفير الله إليه. وكلمة الله مفعمة بالنّعمة وتخلق حياة مِن المحبّة، وتقاصص العصاة بعنف. ولكن هدف رحمة الله لا تسقط إلى الأبد. فالقدّوس ينفّذ خطة محبّته بدقّة. ومخلّصك يكمل طريقه معك ان كرّست حياتك له ولم تعارضه قصداً.
وبينما كانت المكالمة بين الملاك والكاهن المرتعب، كان الشعب منتظراً في الساحة الخارجية بركة الكاهن، لأنّ مَن يعش بدون بركة الوسيط بين العلي والبشر، يسقط في التجرية والدينونة. أمّا الكاهن المسكين فلم يقدر أنّ يتكلّم بسبب عدم إيمانه. ولم يستطع ان يعطي البركة لأنّ الله قاصصه. وللأسف فإننا واجدون اليوم كثيراً مِن خدّام الربّ، متكلّمين بالبلاغة. ولكن كلامهم فارغ وميت لأجل عدم إيمانهم بكلمة الله الكاملة. وبركاتهم مجرّد غشاوة طقسية بدون قوّة، لأنّ يد المسيح لا تعضدهم قصاصاً لريائهم وأنانيتهم وشكوكهم. فهل تجري منك قوّة الله للفرح، أو تشبه كاهناً أخرس صامتاً ضعيفاً، خالياً مِن روح الله.

الصَّلَاة
أيّها الربّ حدّثني بكلمتك تطلب إيماني بلا قيد ولا شرط اغفر لي كلّ تأخّر بقبول كلمتك وقوِّ إيماني القليل لكي أثق بك ثقة كاملة بأنّه يُولد لك أولاد روحيون كثيرون مِن أمتّنا وينضجون في بركاتك.
السُّؤَال
كيف ربى الله كاهنه إلى الثقة الكاملة؟