Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
1:76وَأَنْتَ أيّها الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى، لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الربّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ.77لِتُعْطِيَ شَعْبَهُ مَعْرِفَةَ الْخَلاَصِ بِمَغْفِرَةِ خَطَايَاهُمْ،78بِأَحْشَاءِ رَحْمَةِ إِلَهِنَا الّتي بِهَا افْتَقَدَنَا الْمُشْرَقُ مِنَ الْعَلاَءِ.79لِيُضِيءَ عَلَى الْجَالِسِينَ فِي الظُّلْمَةِ وَظِلاَلِ الْمَوْتِ، لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ السّلام.80أَمَّا الصَّبِيُّ فَكَان يَنْمُو وَيَتَقَوَّى بِالرّوح، وَكَان فِي الْبَرَارِي إِلَى يَوْمِ ظُهُورِهِ لإِسْرَائِيلَ.


كاد الكاهن الشيخ في تسبيحه لله، ينسى ابنه لأنّ بصيرة تاريخ محبّة الله وأهدافها انعشت روحه. ثم التفت إلى ابنه يوحنّا رمز نعمة الربّ وتنبأ عن جوهره ووظيفته وقوّته وثماره.
إنّ يوحنّا ليس ابن العلي بل نبيّه ومخلوقاً مِن التراب، وممتلئاً بالرّوح القدس كما سائر الانبياء قبله. وامتيازه هو مجيئه في زمن اقتراب مجيء يسوع المسيح. فصار المعمدان ساعي الربّ ومعداً طريقه وخادم معموديته وشاهد مجده.
فأدرك زكريّا بالرّوح القدس بكلّ بيان، أنّ طفل مريم هو الربّ بالذات. فالتمهيدات مِن الملاك ودوافع الرّوح القدس أنارته لهذه الشهادة الخطرة للتلفّظ بها بين اليهود، أنّ الربّ يزور الأرض ويتجوّل بين النّاس، وأنّ يوحنّا يعدّ طريقه. هذه هي الثورة الكبرى في الخلق، لأنّ الخالق الآن يأتي إلى ملخوقاته امتحاناً وخلاصاً وتكميلاً. فهل مستعدّ أنت لتستقبله؟ وكيف علاقتك بالله؟ هل أنت أهل للالتقاء به؟ فاستحضر نفسك لحضوره عاجلاً.
وعلم زكريّا أن لا إنسان مستحقّ للالتقاء بالله وليس انسان قادراً ان يسجد حقّاً للمسيح في المذود لأنّنا جميعاً خطاة. فأهم شيء في خدمة المعمدان كانت قيادة الشعب للتوبة الأصيلة، ليدركوا أنّه ليس لهم خلاص إلاّ بغفران الخطايا. فهل غفرت خطاياك أيّها الأخ؟ وهل أصبحت قديساً طاهراً مقبولاً؟ امتحن نفسك في إرشاد الرّوح القدس، واعترف بأكاذيبك وسرقاتك وكسلك وكلّ أنواع ظلمك وعارك. إنّ معرفة نفسك والاعتراف جهراً بخطاياك هذه هي الطريقة الوحيدة الّتي تعدّ بها طريق الله إلى قلبك. تعالَ وانحنِ أمام خالقك، ولا تخدعنَّ نفسك، لأنّك فاشل. اعترف بذنوبك واستغفر ربّك.
عندئذ تعرف أعجوبة محبّة الله، لأنّ الابن أتى مِن عليائه إلى ظلمتنا الدنسة، وأشرقت تباشير برّه، كشمس بهيّة في ليلنا الأسود. افتح ذهنك وشعورك الباطني تماماً لرأفة الله الظاهرة في المسيح، فتصحو وتقوم وتسبّح الله بكرة وأصيلاً.
وفي المسيح وحده، ينتهي الخلاف والخصومة بينك وبين الله في قلبك. ويبتدئ السّلام الإلهي، وتعيش في انسجام كلّي مع إرادة ربّك. عندئذ لا تركض كحمار برّي في دوافع شهواتك الشرّيرة، عنيداً في براري الحياة. ولا تخاصم كلّ إنسان لأجل حساسيتك الزائدة، بل تتنازل عن حقوقك وتسامح أعداءك جهاراً، وتحتمل الصعبين بصبر. لأنّ فداء المسيح يمنحك الاقتدار، لتعمل المستحيل فتموت أنت لشخصك ويحيا الله فيك.
وكبر يوحنّا في السنين جسديّاً وروحيّاً، واعتزل العالم السطحي بتجاربه وسطحيته المرّة، واستعدّ مصليّاً لله. ولربّما اشترك مع فرقة الاسنيين في قمران، ليكون مستعداً لسماع صوت العليّ، إذ يدعوه شاهداً لشعبه. وهكذا نتمنّى لك نموّاً في الجسد والرّوح والنّفس في شمس برّ إلهنا، لتصبح شاهداً بسلطان المسيح، وتدلّ محيطك إلى مخلّص العالم.

الصَّلَاة
نشكرك أيّها الربّ لأنّك جهّزت يوحنّا خادماً لك، وأرسلته لإعداد الطريق لابنك. طهّرنا مِن خطايانا وجدّد أذهاننا، لكي نعدّ طريقه في محيطنا، ونستعدّ لمجيئه الثاني القريب.
السُّؤَال
ماذا انبأ زكريّا زيادة عمّا أخبره به الملاك عن ابنه؟