Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
4- نداء البهجة مِن يسوع عند رجوع السبعين
(10: 17 - 24)
10:17فَرَجَعَ اٰلسَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ: «يَا رَبُّ، حتّى اٰلشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاٰسْمِكَ».18فَقَالَ لَهُمْ: «رَأَيْتُ اٰلشَّيْطَان سَاقِطاً مِثْلَ اٰلْبَرْقِ مِنَ اٰلسَّمَاءِ.19هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَاناً لِتَدُوسُوا اٰلْحَيَّاتِ وَاٰلْعَقَارِبَ وَكلّ قوّة اٰلْعَدُّوِ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ.20وَلٰكِنْ لاَ تَفْرَحُوا بِهٰذَا أَنَّ اٰلأَرْوَاحَ تَخْضَعُ لَكُمْ، بَلِ اٰفْرَحُوا بِاٰلْحَرِيِّ أَنَّ أَسْمَاءَكُمْ كُتِبَتْ فِي اٰلسَّمَاوَاتِ».


عاد السبعون مرسلاً إلى المسيح دون ان تفترسهم ذئاب العالم. وكانت الأرواح الشرّيرة تخرج مِن الملبوسين، عندما كان الرسل يقتربون منهم. فحضور المسيح في خدّامه أقوى وأعظم مِن كلّ سلطات الظلمة. ومَن يحفظ في رحابه، يصر حملاً وديعاً، ولكن أقوى مِن أعنف الذئاب. أتفرح لأجل السلطان الموهوب لك باسم المسيح؟ هل أدركت انتصار ابن الله بواسطة خدّامه؟
وقد حدّد المسيح لرسله فرحهم لئلاّ يتّكلوا على أنفسهم في ظفرهم، بل يدركوا قدرة العدّو وعظمة ربّهم. ولأجل أمانة المسيح بسلوكه في العالم، وفدائه على الصليب، إنتصر على الشيطان وأسقطه مِن السماء. فاضمحلّت قدرته بواسطة شهادات الرسل الكرام. ولكن انتبه فالشرّير ما زال على الأرض قاصداً إهلاك أولاد الله.
فليس أحد منا قادراً على أنّ يغلب إبليس وجيوش الشرّ. والمسيح هو الله الحقّ وسلطانه المجيد يغلب العالم بالوداعة والتواضع. فمَن يدخل إلى شركة ابن الله يتحرّر مِن أنانيته الخاصّة وسلطة الشرّير. ويستطيع باسم المسيح ان يغلب العدّو المكّار. والمعركة هائجة، والانتصار تحقّق على الجلجثة. فآمن فقط تشترك في غلبة المسيح. واطلب مِن ربّك أنّ يخرج كلّ روح شرّير مِن أصدقائك ونفسك، محاذراً أنْ تترك شركة المسيح، لكيلا يجد العدّو الشرّير سلطة عليك.
فيقول المسيح لك، أنّه ليس نتائج خدمتك هي هدف خطّة الخلاص، ولا شهرتك الخصوصيّة، ولا ثمار روحيّة معيّنة باهرة، بل معرفة الله بك. وانّه أبوك، ويدعوك باسمك، وهذا هو المهم. فاسمك منقوش في ذاكرة الله، وهو يحفظك لأجل أمانته. فليست صلاحيتنا ونتائج خدمتنا، هي جوهر إيماننا، إنّما المعرفة أنّ الله أبونا. وهو معلن صلاحه في أولاده وقدرة المسيح في أتباعه.