Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
5 - السامري الصالح
(10: 25 - 37)
10:25وَإِذَا نَامُوسِيٌّ (شرائعي) قَامَ يُجَرِّبُهُ قَائِلاً: «يَا مُعَلِّمُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ اٰلْحَيَاةَ اٰلأََبَدِيَّةَ؟»26فَقَالَ لَهُ: «مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي اٰلنَّامُوسِ (الشريعة). كَيْفَ تَقْرَأُ؟»27فَأَجَابَ: «تُحِبُّ اٰلرَّبَّ إِلٰهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ».28فَقَالَ لَهُ: «بِاٰلصَّوَابِ أَجَبْتَ. اِفْعَلْ هٰذَا فَتَحْيَا».


يرينا المسيح في هذه الحادثة، كيف أنّ الله قد أخفى جوهر ملكوته عن الحكماء والمتعلّمين، ولكنّه أعلنه للاطفال والبسطاء. فأتى كاتب خبير بالتوراة إلى يسوع، وسأله في روح الشريعة، ماذا عليّ أنّ أعمل لأربح النّعيم؟ فأراد هذا الإنسان بذل المجهود والعمل الشاق المتعب، ليس لله بل لنفسه، ليربح إرثاً عظيماً. لقد أراد المسكين ربح السماء بقوّته الخاصّة، ولم يعلم خطيئته وعيوبه.
فهذا المتعلّم الشريعي، الّذي جرّب يسوع لتفسير خاطئ، قاده الربّ مباشرة إلى لبّ الشريعة. واصطاده بشبكته الشريعية، حتّى كان عليه الاعتراف، بأنّ محبّة الإنسان لله تعني الحياة الأبديّة. فكيف تحبّ الله؟ كم مرة تفكر فيه طيلة نهارك؟ وبكم من قوتك ووقتك ومالك تضحّي عمليّاً لخالقك؟ لا تكذب على نفسك، فأنت تدور حول نفسك. ومشاكلّك تشغلك، وليس الله محور كونك. لهذا أنت مجرم، لأنّك جعلت نفسك إلهاً صغيراً، سارقاً المجد مِن ربّك. فتب واطلب ربّك حقّاً، وأحبّه مِن كلّ قلبك. فتنسى نفسك، وتجد فجأة أخاك الإنسان المسكين، لأنّ الله يلتقيك في المحتاجين.
وكما كنت تحبّ نفسك سابقاً، فإنّ محبّة الله تغيّرك إلى محبّ منحنٍ لكلّ المضايقين. وكما أنّ أفكارك دارت سابقاً حول إرضاء نفسك وأمانيك النّجسة، هكذا تتغيّر الآن، فتفكّر برحمة الله لضيقات أصدقائك. وتصلّي لأجلهم، وتهتمّ بهم طالباً الضّالين، مضحيّاً بوقتك للغوغاء. لأنّ ما تعمله لأحد هؤلاء الأصاغر الأشرار، إنّما تعمله لله. والمحبّة هي تكميل الشريعة. وإنْ لم تحبْ، فلا تكون عائشاً حقّاً. فارجع إلى محبّة الله عاجلاً، فتجعلك جمرة رأفته غارقاً في المحبّة.