Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
11 - تحذير المسيح لتلاميذه
(12: 1 - 12)
12:1وَفِي أَثْنَاءِ ذٰلِكَ إِذِ اٰجْتَمَعَ رَبَوَاتُ اٰلشَّعْبِ، حتّى كَانَ بَعْضُهُمْ يَدُوسُ بَعْضاً، اٰبْتَدَأَ يَقُولُ لِتَلاَمِيذِهِ: «أَّوَلاً تَحَرَّزُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَمِيرِ اٰلْفَرِّيسِيِّينَ اٰلَّذِي هُوَ اٰلرِّيَاءُ،2فَلَيْسَ مَكْتُومٌ لَنْ يُسْتَعْلَنَ، وَلاَ خَفِيٌّ لَنْ يُعْرَفَ.3لِذٰلِكَ كُلُّ مَا قُلْتُمُوهُ فِي اٰلظُّلْمَةِ يُسْمَعُ فِي اٰلنُّورِ، وَمَا كَلَّمْتُمْ بِهِ اٰلأُذُنَ فِي اٰلْمَخَادِعِ يُنَادَى بِهِ عَلَى اٰلسُّطُوحِ».


الكذب خطيئة شنيعة والرياء ابنتها البكر. وإنْ فكّر الإنسان بشيء في قلبه أو علمه ويتكلّم بنفس الوقت بخلافه، وتظاهر بلطف وحنان تجاه خصمه، الّذي يقصد إهلاكه، فقد ارتكب خطيئة الخطايا. وإنْ تظاهر إنسان تجاه الله بالغيرة على وصاياه وظهر بقداسة مفتعلة، وبقي في داخله نجساً محتالاً محبّاً للمال، فإنّه يسقط في دينونة الله حتماً. وعلى المؤمن أيضاً أنّ يحترز مِن الرياء، لكيلا يؤمن بقلبه وينكر ربّه بفمه، قائلاً كبطرس في تجربته: لا أعرف هذا الإنسان البتة.
فحاذر الرياء، لأنّ كلّ أفكارك المختومة ووسوساتك المغتابة وأعمالك الشرسة ستظهر في اليوم الأخير ولا بدّ، وفي هذه الدنيا أحياناً. عندئذ تذوب مِن الخجل، لأنّه بجانب كلّ هذا، يظهر أنّ رياءك أثرّ على الآخرين، وأسقطهم كميكروب معدٍ، ويدخل إلى كلّ نواحي الحياة، كالخميرة في العجين. فالمرائي لا يقتصر ضرره على نفسه فقط، بل يتعداها ذلك إلى الآخرين وإلى المجتمع كلّه، ويصبح شريكاً في إسقاط الجميع، عكس ظهوره بمظهر الإصلاح والصلاح.