Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
12:4«وَلٰكِنْ أَقُولُ لَكُمْ يَا أَحِبَّائِي: لاَ تَخَافُوا مِنَ اٰلَّذِينَ يَقْتُلُونَ اٰلْجَسَدَ، وَبَعْدَ ذٰلِكَ لَيْسَ لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ أَكْثَرَ.5بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ: خَافُوا مِنَ اٰلَّذِي بَعْدَمَا يَقْتُلُ، لَهُ سُلْطَان أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ. نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ: مِنْ هٰذَا خَافُوا!6أَلَيْسَتْ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ تُبَاعُ بِفَلْسَيْنِ، وَوَاحِدٌ مِنْهَا لَيْسَ مَنْسِيّاً أَمَامَ اٰللّٰهِ؟7بَلْ شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ أَيْضاً جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ! فَلاَ تَخَافُوا. أَنْتُمْ أَفْضَلُ مِنْ عَصَافِيرَ كَثِيرَةٍ!8وَأَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ مَنِ اٰعْتَرَفَ بِي قُدَّامَ اٰلنَّاسِ، يَعْتَرِفُ بِهِ اٰبْنُ اٰلإِنْسَان قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اٰللّٰهِ.9وَمَنْ أَنْكَرَنِي قُدَّامَ اٰلنَّاسِ، يُنْكَرُ قُدَّامَ مَلاَئِكَةِ اٰللّٰهِ».


ويكافح المسيح بأكثر شدّة ضدّ روح الرّياء بين المؤمنين. فلا تتكلّم مع إنسان عن ألوف الأمور حين تقصد إرشاده إلى المسيح، بل اعترف بإيمانك متواضعاً، واشهد بخلاص الله، في إرشاد الرّوح القدس، لكيلا تظهر أساليبك احتيالاً، فقل لزملائك: المسيح فداني وخلّصكم أيضاً. اقبلوا هذا او ارفضوه، ولكنّ الربّ حيّ ويحبّكم.
لا تخف مِن إنسان. وإنْ خفت منه فانظر إلى الله، الّذي هو أكبر مِن كلّ مخلوقاته. فليست حياتنا الدنيويّة مهمّة، بل كياننا في المسيح. فحياتك الأبديّة وهي الرّوح القدس المنسكب في قلبك لا يموت، إنْ ثبتّ في الحقّ. ففضّل أنّ تموت بجسدك على نكران المسيح، لأنّ الدينونة آتية لا ريب فيها. وامتحان اعترافك مقبل عليك. فالمسيح المخلّص مستعدّ أنّ يعترف بنفسه أخاً ورباً وفادياً لك، ويغطي كلّ ذنوبك ويمحوها، ولكنّه لا يسندك إنْ أنكرته على الأرض، وسكّت عن الإخبار عنه. فشهادتك للمسيح تظهر مقدار محبّتك وإيمانك.
ولا تنس أنّ المسيح يتكلّم إلى أتباعه لا إلى الملحدين عن السقوط إلى جهنّم. فمَن يعرف الله، ويخف النّاس أكثر منه، يهلك هلاكاً أليماً. فقداسة الله كمبضع الجرّاح، تقصّ كلّ الكذّابين مِن مملكته، وتبيد المرائين مِن صفوف أتباعه، وتلقيهم إلى جهنّم الّتي ليست خيالاً بل حقيقة. والمسيح يأمرنا بخوف الله، لكيلا نخطئ. وأكثر مِن ذلك، يأمرنا أنّ نثق بالله كأولاد لأبيهم. وهو يقبل الّذين يعترفون بالمسيح وخلاصه. وأبوك السماوي هو العليم بذات الصدور، ويعرف عدد شعرات رأسك وعدد الشعرات الساقطة منك سابقاً، والّتي ستسقط لا محالة. والعصافير الّتي لا قيمة لها، معروفة عنده ومعدودة. فكم بالحري يحبّك، ويعتني بك يا قليل الإيمان، إنْ اعترفت به جهراً، وانسجمت مع إرادته، ليخلّص كلّ النّاس، ويقبلوا إلى معرفة الحق! اطلب أنّ تدرك الطرق الحقّة في التبشير، وامتنع عن الحماس السطحي. واخدم ربّك، في تواضع روحه، لأنّ يسوع حي، ويرشدك بمحبّته.