Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
13:6وَقَالَ هذَا اٰلْمَثَلَ: «كَانتْ لِوَاحِدٍ شَجَرَةُ تِينٍ مَغْرُوسَةٌ فِي كَرْمِهِ، فَأَتَى يَطْلُبُ فِيهَا ثَمَراً وَلَمْ يَجِدْ.7فَقَالَ لِلْكَرَّامِ: هُوَذَا ثَلاَثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَراً فِي هٰذِهِ اٰلتِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا. لِمَاذَا تُبَطِّلُ اٰلأَرْضَ أَيْضاً؟8فَأَجَابَ: يَا سَيِّدُ، اٰتْرُكْهَا هٰذِهِ اٰلسَّنَةَ أَيْضاً، حتّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً.9فَإِنْ صَنَعَتْ ثَمَراً، وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا».


لله حقل كرمة وهو العالم، وفيه أشجار ثمينة. وكلّ إنسان مفروض عليه أنّ يأتي بثمار تليق بروح السماء، كما تعطي أشجار الكرمة ثمارها في كلّ حين. ولكن الله لم يجد في البشر إلاّ الحروب والافتخار والزنى والتعصب والفضائح. فعزم في قلبه، أنّ يبيد الجنس الشرّير.
ومجتمعنا الحاضر ليس بأفضل مِن مجتمع اليهود في زمن يسوع. فيسوع لم يجد في حينه ثماراً مقدّسة لله. في أمّته. وعلم أنّ الله قد صمم على إبادة الأمّة.
ووصف يسوع نفسه في هذا المثل ككرّام وسيط، يستمهل الله سنة أخرى، قبل أنّ يقطع الأمّة ويستأصلها، رغم أنّها تستغلّ الأرض بلا فائدة، ولعلّ شعباً آخر يحلّ محلّها ويعطي ثماراً أفضل منها. إنّهم مستحقّون أنّ يبادوا. ولكنّ المسيح طلب لأجلهم سنة أخرى للتوبة قائلاً: أريد أنّ أعمل كلّ شيء لإصلاحهم، وأفلح قلوبهم بكلمات الدينونة، الّتي تشبه سكّة المحراث الفالحة. وانعشهم ببركات قوّتي، ليتوبوا ويؤمنوا حقّاً ويحبّوا عملياً. وإنّ لم ينضج خلال السنة رجوع هذا الشعب إلى ربه. فليقطعه إرماً إرباً. وحقّاً فقد ضرب الله اليهود كأمّة، واقتلعهم مِن أرضهم وحرقهم مئات السنين في أتون نار دينونته الغاضبة.
وعلينا ألاّ نشعر بالاطمئنان مِن جهة غضب الله، لأنّ الأخبار الإذاعية تنشر يومياً حقائق الكبرياء والبغضة والنّجاسة والكذب. فقد أصبح العالم كلّه كخيمة الزنى، حيث لا يحلّ روح الله، إلاّ في أفراد قلّة. فماذا تظن، إلى متى يصبر الله علينا؟ كلّنا نستحقّ الهلاك، ولكن شفاعة المسيح لأجل كنيسته، وقوّة الرّوح القدس العامل في المؤمنين، هي المانعة لغضب الله.
قد فلح المسيح الشعوب مدّة ألفين سنة بكلمة قداسته، وسمّدها بقوّة روحه القدّوس. فهل يكتفي الله بالثمار الضحلة مِن المؤمنين القليلين؟ أو يقف الربّ ببلطته المرتفعة ليضربنا الضربة الأخيرة، ويبيد البشر، لأنّهم عصوا روحه راكضين وراء كلّ زعيم مختال سيفنى لا محالة.
كلّنا نعيش مِن شفاعة المسيح وأمانته. ونتمنّى مِن كلّ قلوبنا ألاّ تتم كلمته الأخيرة فينا بالقطع، بل نثمر لمرضاته. فلا تتخيّل بمجيء أيام جيّدة، بل تب، واطلب التّوبة الروحيّة لشعبك، ليس بتموجات مشاعر عاطفيّة أو ندامة بدموع كاذبة، بل ليجدّد الربّ القلوب عمليّاً ويغيّر الأذهان وينشئ أعمال محبّته بواسطة امتلاء القلوب بإنجيله.

الصَّلَاة
أيّها الربّ الوسيط نشكرك لمحبّتك كلّ النّاس، ولشفاعتك بنا عند الآب. اغفر لنا أنانيتنا وطمعنا. وحرّرنا لخدمة المحبّة في الطهارة. اصبر علينا وعلى البشر كلّهم ، وساعدنا لنحيط أصدقاءنا وجيراننا بصلوات. ونبشّرهم بالإنجيل، ليأتوا بثمار مقدّسة.
السُّؤَال
ماذا نتعلّم مِن شفاعة الكرّام؟