Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
2:13وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللَّهَ وَقَائِلِينَ،14الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السّلام، وَبِالنّاس الْمَسَرَّةُ.


وإذ سمع الرعاة ألقاب المسيح مِن فم الملاك جمدت عقولهم دهشاً، واخترقت عبارات المخبر الإلهي قلوبهم. ولكنْ لكي يفهموا قصد الله مِن ولادة ابنه أعطاهم الملاك البرّاق علامة واضحة، لكي يستطيعوا لمسها بأيديهم وتظهر لأعينهم: طفل مولود حالاً مقمّط بأقمطة عادية ومضجع في مذود حقير.
وكان مِن الضروري أن يدرك هؤلاء الرعاة البسطاء، أنّ الربّ العظيم صار طفلاً وديعاً. فلم يبقَ روحاً مجيداً، بل أصبح جسداً مشحوناً بضعفات كياننا، حتّى احتاج إلى أقمطة طفل. ولم يقدر على التكلّم في المذود، بل كان مستودعاً بين يدي أمّه. فابن العلي أصبح صغيراً فقيراً متواضعاً. هذا هو معنى نزول الله في العهد الجديد، وهذا عكس الاستكبار. ولم يبق العظيم كبيراً جبّاراً متكبّراً، بل أصبح قريباً منا، متواضعاً. هذا هو إلهنا المحبّة المتجسّدة.
ولمّا دخل هذا الفكر المبدئي إلى عقول الجهلاء، خرّوا وارتموا على الأرض، لأنّ السماوات إنفتحت والنور سطع بشدة، وظهر جمهور مِن الملائكة ربوات وألوف مرتلين ومبتهجين ومتهللين فرحاً وغبطة، لأنّ المخلّص الحق قد دخل الآن إلى العالم الشرّير رغماً عنه. وسمع الرعاة فجأة عاصفة مِن التسبيح، تهبّ مِن السماء صادحة مرنّمة في أنوار المجد، لأنّ الأصوات الإلهيّة انطلقت بكلّ وضوح معلنة أنّ المجد والجلال والبهاء لإلهنا. له المُلك والقوّة والكرامة والحكمة والسجود والشكر. وله الكلّ، والكلّ يرجع إليه. الشموس موطئ قدميه، والقدّيسون يرتّلون أمامه.
ورؤية مجد القدّوس لم تحرق هؤلاء الرعاة الجامدين بل فتحت لهم رجاء ووعداً أكيداً
لكلّ رؤى الله، أي السّلام على الأرض كما هو في السماء، السّلام الإلهي الأزلي بدون خلاف ولا بغضة ولا حرب.
وقد أرسل الله مسيحه ممثّلاً السّلام على أرضنا المريضة المتعبة. والرّوح القدس يحقّق اليوم هذا السّلام الحق في أتباع يسوع. هل عرفت أنّ سلام القدّوس قد ابتدأ في العالم في الّذين فتحوا أنفسهم لمسرّته. ولكنْ مَن يقفل نفسه لرسالة المذود والصليب، يضطرب ويتوه، لأنْ ليس سلام للملحدين. ولكن حيث يحلّ غفران الخطايا وتعمل قوّة الرّوح القدس، هناك يبتدئ سلام المسيح على الأرض.
فقصد نعمة الله يتحقّق في كلّ الّذين أصبحت قلوبهم مهداً ليسوع وأجابوا على رسالة الخلاص بشكر وابتهال. هل أدركت مسرّة الله المقدّمة لكلّ النّاس وتبعت رئيس السّلام وأصبحت من صانعي السّلام؟ إنّ مسرّة القدّوس، تنسكب عليك، وتحلّ فيك. ولربّما قلت متسائلاً: كيف تنسكب عليك؟ إنّ طفل المذود هو برهان لأجلك. فالله معك، ويريد الحلول فيك ليبتدئ السّلام الأزلي في حياتك.

الصَّلَاة
أيّها الآب السماوي، نسجد لك لأنّ مجدك أعظم مِن الشّمس الّتي خلقتها بكلمتك. فارفع يديّ نحو أشعة محبّتك، لكي أمتلئ بسلامك وحقّك. لأنّ مسرّتك مقبلة إليّ، وتقصد الحلول في كثيرين.
السُّؤَال
كيف أعلن طفل المذود مجد الله؟