Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
8 - التحذير مِن الفقهاء الكتبة
(20: 45-47)
20:45وَفِيمَا كَان جَمِيعُ اٰلشَّعْبِ يَسْمَعُونَ قَالَ لِتَلامِيذِهِ:46«اٰحْذَرُوا مِنَ اٰلْكَتَبَةِ اٰلَّذِينَ يَرْغَبُونَ اٰلْمَشْيَ بِاٰلطَّيَالِسَةِ، وَيُحِبُّونَ اٰلتَّحِيَّاتِ فِي اٰلأَسْوَاقِ، وَاٰلْمَجَالِسَ اٰلأُولَى فِي اٰلْمَجَامِعِ، وَاٰلْمُتَّكَآتِ اٰلأُولَى فِي اٰلْوَلائِمِ.47الّذينَ يَأْكُلُونَ بُيُوتَ اٰلأَرَامِلِ، وَلِعِلَّةٍ يُطِيلُونَ اٰلصَّلَوَاتِ. هٰؤُلاءِ يَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ!».


لم يجب ابن الله إلى القريبين إليه، المستمعين وأدان الفقهاء الكتبة، الّذين ينبغي أنْ يعرفوا قبل كلّ الآخرين بدقّة، ما هو معنى الآية الّتي في المزمور 110: 1. فقد فشلوا رغم معارفهم العالية في الساعة الضروريّة الهامّة.
فحذّر يسوع أتباعه مِن المرائين الأتقياء، الّذين أحبّوا المباهاة أمام الشعب، كمعلمي طريق الله. وبالحقيقة أنّهم قد مهّدوا طريق جهنّم، بواسطة تفاسيرهم المدقّقة للشريعة. أمّا المسيح وهو صراط الله المستقيم، فلم يدركوه قط.
ولكنّهم أعجبوا بأنفسهم، حاملين على رؤوسهم عمائم ضخمة وجبب فضفاضة، منتظرين خضوع النّاس لهم، وإعطاءهم المحلّ الأوّل في الولائم وغرف الاجتماعات، كأنّهم آلهة صغار، جالسون عن يمين الله بجواره. فكانوا يقومون بصلوات طويلة فائضة مِن كلمات طنّانة رنّانة.
وهذه التصرّفات التّقيّة بهرت كثيرات مِن الأرامل في ضيقاتهن، إذ توفي أزواجهن. ولم يجدن مشورة أو تنويراً دينياً. فالتجأن إلى الكتبة، الّذين تنازلوا وقبضوا مبالغ ضخمة مِن هؤلاء المسكينات، مقابل الاستشارة بنصائحهم. وقبلوا الجلوس في الولائم الثمينة الدسمة عندهن، متظاهرين بالوقار والتّعفف عن طعام الفقيرات. وفي الوقت نفسه اتخموا معدهم طعاماً شهيّاً، وشربوا مليّاً.
فقال المسيح إِنّ هؤلاء المرائين، يلاقون دينونة أعظم مِن كلّ النّاس الآخرين. لأنّهم انكروا مجده، وتقسّوا أكثر ضده. وزيادة على ذلك استخدموا وظيفتهم الروحيّة تغطية لشرّهم.