Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
9 - فلسا الأرملة
(21: 1-4)
21:1وَتَطَلَّعَ فَرَأَى اٰلأَغْنِيَاءَ يُلْقُونَ قَرَابِينَهُمْ فِي اٰلْخِزَانةِ،2وَرَأَى أَيْضاً أَرْمَلَةً مِسْكِينَةً أَلْقَتْ هُنَاكَ فَلْسَيْنِ.3فَقَالَ: «بِاٰلْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ هٰذِهِ اٰلأَرْمَلَةَ اٰلْفَقِيرَةَ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنَ اٰلْجَمِيعِ،4لأن هٰؤُلاَءِ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا فِي قَرَابِينِ اٰللّٰهِ، وَأَمَّا هٰذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ اٰلْمَعِيشَةِ اٰلَّتِي لَهَا».


بعدما انهى يسوع كلّ تعليماته وتحذيراته ولخّص نبوّاته عن الدينونة بالويل الإلهي، انطلق نحو مخرج الهيكلّ، الّذي غادره الآن نهائيّاً، لأنّه أتمّ بشارته لخلاص كلّ النّاس.
هناك عند البوابة الضّخمة، كان صندوق للتبرّعات موضوعاً. ورأى المسيح الأغنياء وهم يلقون مبالغ كبيرة مِن المال في الصندوق. ولم يرض الله كثيراً عن هذه التبرّعات الضخمة مِن الأغنياء، لأنّهم كانوا يتبرّعون بفضلات أموالهم، وربّما ليحجزوا لأنفسهم مكاناً بارزاً في السماء، أو ليريحوا ضمائرهم مِن أعمال مخادعاتهم، فشبّهت عطاياهم رشوة لله. ولم يضح أحد مِن رأسماله، ولم تكن عطيّته رمزاً لتسليمه الكامل لله. فكلّ الطقوس والعظات والتبرّعات تصبح منا رياء، إذا لم تقدنا إلى تضحية حياتنا كاملة لله.
وأبصر يسوع أيضاً أرملة متروكة فقيرة مسكينة، لعلّها كانت خادمة، تنظّف قصور الأغنياء راكعة على ركبتيها، لتكسب قروشاً لمعيشتها وشبع أولادها. فأشفق الربّ عليها، وامتلأ قلبه ابتهاجاً لمّا رأى أنّ هذه الأرملة البسيطة أحبّت الله أكثر مِن المال القليل الّذي عندها. وقد أهدت قلبها كاملاً لله برمز عطيّتها المتواضعة وهي الفلسان فقط. ولكنّ هذين الفلسين مِن يد الأرملة، أشبها في السماء جبلين ضخمين مِن ذهب. لأنّها أعطت الله كلّ ما كان عندها، واتّكلت عليه وأحبّته واعتبرته عائلها.
فهذه الأرملة كانت الدلالة على البقيّة المؤمنة في أمّة العهد القديم، الّتي سلمت نفسها بعد انسكاب الرّوح القدس كاملة إلى الله، ووضعت أمام أرجل الرسل كلّ معيشتها، تضحية لله، وعاشت في شركة المحبّة معاً.
وفلسا الأرملة هما أساس الكنيسة والتبشير ماليّاً، لأنّ العطايا الضخمة ليست هي الّتي تؤمن استمرار ملكوت الله ماديّاً، بل التبرّعات الصغيرة المستمرّة هي الّتي يباركها الله بسلطانه. فمتى تبتدئ أنْ تضحّي باستمرار مِن مالك لنشر ملكوت الله، ولا تتأخّر عن تضحيتك بفرح؟

الصَّلَاة
أيّها الربّ يسوع المسيح، قد ضحّيت بذاتك لأجلنا. اغفر لنا أنانيتنا وبخلنا واتّكالنا على المال. فجّر قلوبنا القاسية، لكيلا نتكلّم برياء كأتقياء، ونتّكل في الخفية على المال، بل نسلّم أنفسنا وأموالنا بين يديك.
السُّؤَال
لِمَ أدان يسوع الكتبة وعظّم الأرملة البسيطة؟