Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
21:34«فَاٰحْتَرِزُوا لأَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ تَثْقُلَ قُلُوبُكُمْ فِي خُمَارٍ وَسُكْرٍ وَهُمُومِ اٰلْحَيَاةِ، فَيُصَادِفَكُمْ ذٰلِكَ اٰلْيَوْمُ بَغْتَةً.35لأَنَّهُ كَاٰلْفَخِّ يَأْتِي عَلَى جَمِيعِ اٰلْجَالِسِينَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ اٰلأَرْضِ.36اِسْهَرُوا إِذاً وَتَضَرَّعُوا فِي كُلِّ حِينٍ، لِكَيْ تُحْسَبُوا أَهْلاً لِلنَّجَاةِ مِنْ جَمِيعِ هٰذَا اٰلْمُزْمِعِ أَنْ يَكُونَ، وَتَقِفُوا قُدَّامَ اٰبْنِ اٰلإِنْسَانِ».


وكلمة المسيح توقظنا مِن النوم لطول الانتظار لمجيئه المتأخّر. فلا تسمح أنْ يتورط ذهنك في الهموم، ويغرق في الخوف، ويتشاءم في اللامبالاة، كما يقول الوجوديون «لنأكل ونشرب لأَنّنا غداً نموت». ولا تكونّن أيّها الأخ مثلهم دنيويّاً سطحيّاً، بل توجّه إلى الآخرة. وآمن بمجيء حقّ الله والدينونة الأخيرة، الّتي تئزّ كحبل منطلق مرمي، ليلف على عنق الهارب لاصطياده فيربطه ويسقطه أرضاً.
فيوم الربّ يأتي. هل أنت مستعّد للحساب؟ فلا تظنّ أنّ جدول الأعمال لحياتك الدنيا ستكون أرقامه الزائدة أكثر وأرجح مِن الأرقام السالبة. فنور مجد المسيح سيريك، أنّك ناقص في ذاتك ولست إلاّ ناقصاً. عندئذ تصرخ: النجدة! ولكن زال الوقت ولا مجال للخلاص. فاليوم يريك المسيح يديه المثقوبتين ويربط نفسك الملوثة معه على الصليب، لكي تموت عن نفسك، بإيمانك في محبّته، وتعيش في جدّة حياته.
اسهر واعرف ذاتك في نور الله. صلّ بتواضع، وآمن بمواعيد المسيح. اثبت في الشكر والاعتراف بخطاياك. ومارس ابتهالك مِن أجل الآخرين. وصل ليعينك الربّ في كلّ حين، لأنّ المصلين وحدهم هم المستحقون الدخول إلى ملكوت الله. فلست أنت قادراً، أنْ تقف في بهاء مجد المسيح، ولكن الرّوح القدس سيعزّيك، ويثبّتك ويسندك، إنْ وُلدت ثانية بالماء والرّوح. فأصبحت خليقة جديدة. الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكلّ قد صار جديداً.
وكما أنّ المسيح طلب إلى تلاميذه آنذاك، أنْ يهربوا عند مجيء الجيوش المدمّرة رأساً وبدون رجوع، هكذا يأمرنا اليوم بالانتباه، لنهرب مِن شهواتنا الجسدية ونغلب هموم العالم ونستعد لليوم العظيم لنتقدّم إليه بفرح لا يُنطق به وبشكر جزيل، لا ينتهي.