Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
5 - كلمات وداعيّة مِن يسوع إلى تلاميذه
(22: 24- 38)
22:21وَلٰكِنْ هُوَذَا يَدُ اٰلَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى اٰلْمَائِدَةِ.22وَاٰبْنُ اٰلإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ، وَلٰكِنْ وَيْلٌ لِذٰلِكَ اٰلإِنْسَانِ اٰلَّذِي يُسَلِّمُهُ».23فَاٰبْتَدَأُوا يَتَسَاءَلُونَ فِيمَا بَيْنَهُمْ: «مَنْ تَرَى مِنْهُمْ هُوَ اٰلْمُزْمِعُ أَنْ يَفْعَلَ هٰذَا؟».


بعد ما قطع المسيح عهد الفرح مع تلاميذه، وثبّتهم في شركة الله، كان ينبغي له أنْ يعلن لهم حقيقة قلوبهم مبيّناً أنّ كلّ واحد منهم ممكن أنْ يخونه. فلم يدلّ على يهوذا ويخصّصه بالخيانة لوحده، بل أوضح أنّ واحداً منهم يسلّمه لكي لا يغتر أحدهم بنفسه، ويظنّ أنّه أفضل مِن الآخرين ويدين الشرّير، بل أراهم أنّ كلا منهم يمكن أنْ يصدر منه ويرتكب هذه الجريمة والعمل الخبيث.
وحقّاً فإنّ شدّة محبّة المسيح كسرت كلّ ثقة بذواتهم، واقتادتهم إلى الخجل والتّوبة، حتّى اعترفوا بعدم صلاحهم وفقدان برّهم، ملتجئين إلى نعمة الربّ يسوع، الّذي يحفظهم مِن العمل الشرّير.
وقد قال المسيح هذه العبارة، الممتحنة للنفوس أيضاً ليهوذا، لعلّه يتوب. فاهتزّت يد الخائن، لمّا سمع إشارة المسيح إلى يده، الّتي غمست اللقمة في قصعة الشوربا مشاركة يد المسيح وبقيّة التلاميذ في الطعام.
والمخلّص الّذي أعلن قبل قليل العهد مع الله، قال الآن الويل الإلهي للذي يدوس هذا العهد عمداً. فالعذاب والهلاك لهذا الإنسان هائل فوق الإدراك، لأنّه قد تناول العشاء الربّاني واعياً، وحمل المسيح في قلبه، وبعدئذ انكره وأبغضه وخانه. والشيطان نفسه سعّر جهنّم في ضميره، فزال الرجاء فيه.
وقد رأى المسيح طريقه الخاصّ بجلاء إلهي، مِن البداية إلى النهاية، منسجماً مع إرادة أبيه، ليفدي العالم الشرّير. فتقدّم إلى الموت بمشيئته مزمعاً، وأتمّ تعيينه. ولكنّه في الوقت نفسه تألّم لأجل الخروف الضّال يهوذا، الّذي قد صار له ملء النّعمة. فداسها برجليه.