Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
22:24وَكَانَتْ بَيْنَهُمْ أَيْضاً مُشَاجَرَةٌ مَنْ مِنْهُمْ يُظَنُّ أَنَّهُ يَكُونُ أَكْبَرَ.25فَقَالَ لَهُمْ: «مُلُوكُ اٰلأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَاٰلْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِمْ يُدْعَوْنَ مُحْسِنِينَ.26وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هٰكَذَا، بَلِ اٰلْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَاٰلأَصْغَرِ، وَاٰلْمُتَقَدِّمُ كَاٰلْخَادِمِ.27لأَنْ مَنْ هُوَ أَكْبَرُ؟ الّذي يَتَّكِئُ أَمِ اٰلَّذِي يَخْدِمُ؟ أَلَيْسَ اٰلَّذِي يَتَّكِئُ؟ وَلٰكِنِّي أَنَا بَيْنَكُمْ كَاٰلَّذِي يَخْدِمُ».


لم يدرك التلاميذ أهميّة العشاء الأخير. وسرعان ما مالوا إلى مقارنة أنفسهم. فاتّهم كلّ واحد الآخر، بأنّه اللص والخائن. وظنّ بنفسه أنّه الأفضل والأمين والأقرب لله. فجرّبهم الشيطان حتّى في تلك الساعة المقدّسة لقطع العهد، لأنّ التلاميذ لم يكونوا قد امتلأوا مِن الرّوح القدس بعد. ورغم ذلك بشّرهم ربّهم، وقارنهم بملوك الأرض. لأنّ كلّ خادم للربّ أعظم مِن أكبر ملك في العالم. ولأبينا السماوي شموس كافية ليهب لكلّ واحد مِن أولاده مجموعة شموس. إنّ جوهر أولاد الله ليس الاستكبار والشوق إلى العظمة، بل التواضع والخدمة. ولكن حتّى الخدمة تتعرض للوقوع في خطر الخطيئة، إذا أراد الخادم أنْ يلقّب «بالمحسن الهمّام» وكان يشمّ بوجهه المتواضع بخور الإكرام والمديح مِن النّاس. فإنّ الشعار في العهد الجديد والمبدأ في ملكوت الله أنّ الأعظم هو خادم الكلّ. فقد مثّل يسوع بنفسه أمامنا هذا الفكر، وتواضع حتّى حسب مجرماً حاملاً خطاياناً. وكما غسل أرجل تلاميذه الوسخة، هكذا يطهّر قلوبنا الملوّثة، ويزيل كلّ أوساخها. فمَن هو الأكبر في الكنيسة، الشاب أو الشيخ؟ فجواب المسيح: إنّ الّذي يخدم صامتاً هو الأعظم. ومَن هو الأشهر في السماء، الزعيم أو المنقاد التابع؟ فالمسيح يجاوب: إنّ المصلي المتواضع، مكتوب اسمه في السماء. وسنكون متعجبين في الآخرة، إذ سنرى بعض العبيد المؤمنين، أبهر مِن الزعماء الفقراء في المحبّة. وسيظهر بعض الأمراء على الأرض عبيد ذنوبهم في الآخرة. فملكوت الله يقلب مقاييس البشر تماماً ويصبح الصغير كبيراً والكبير صغيراً. فمَن أنت، أصغير أم كبير؟