Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
22:28«أَنْتُمُ اٰلَّذِينَ ثَبَتُوا مَعِي فِي تَجَارِبِي،29وَأَنَا أَجْعَلُ لَكُمْ كَمَا جَعَلَ لِي أَبِي مَلَكُوتاً،30لِتَأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتِي فِي مَلَكُوتِي، وَتَجْلِسُوا عَلَى كَرَاسِيَّ تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ اٰلاِٰثْنَيْ عَشَرَ».


ما هي تجارب المسيح؟ قد أخلى مجده، وأصبح إنساناً ضعيفاً، مولوداً في المذود، نامياً كفتى في جيل فاسد، مجرّباً مِن الشيطان، منادياً به ملكاً مِن النّاس، وممنوعاً مِن الذّهاب إلى الصليب بمعارضة تلاميذه. مضطهداً ومحتقراً ومرفوضاً. ورغم كلّ ذلك، بقي التلاميذ معه، محكومين معه سويّاً. الكلّ علم أنّ الخطر متربّص بهم.
وشكر يسوع أتباعه لأمانتهم، وأوصى بوصيّته. فما هي هذه الوصيّة والإرث يا ترى؟ إنّها الملكوت. لا أكثر ولا أقل. فالمسيح أوصى لهم بملكوت الله بالذات. فأوصى لهم بكلّ السماوات والنجوم والأرض وكلّ ما عليها مِن بشر وحيوانات، لأنّهم تبعوه في ضعفه، وآمنوا به ربّاً، رغم هيئته الإنسانية المتواضعة.
ووعدهم بعد موتهم أنْ يجلسوا في الآخرة معه على مائدته، ليشتركوا في فرحه كما اشتركوا على الأرض في ضيقه. ولن يجتمعوا هناك فرحين فقط، بل سيخدمون أيضاً. وبإرشاد الرّوح القدس سيدين الرسل أسباط إسرائيل، جالسين على عروش الآباء الاثني عشر لأمّتهم. وسيمثل أمامهم كلّ رؤساء الكهنة والكتبة والفقهاء والفريسيون والصدّوقيون، فيدينونهم، لأنّهم لم يؤمنوا بألوهيّة يسوع، رغم رؤيتهم له في لطفه وقدرته. ولكن ليس صيادو بحيرة طبريا هم الحكماء المقتدرون لهذه الوظيفة القاضية، بل الرّوح القدس، الّذي سيملأهم ويجعلهم علماء متواضعين وخدّاماً للربّ.
فهكذا علم يسوع ملوك المستقبل الخدمة، محقّقاً وعده: طوبى للودعاء لأنّهم يرثون الأرض. هل تريد الاشتراك في إرث الملكوت؟ فكن أصغر الخدّام بين زملائك، ونظّف أحذيتهم.

الصَّلَاة
أيّها الربّ يسوع، أنت المتواضع الوديع. اغفر لي استكباري واحتقاري للآخرين. اعطني مِن روحك المحبّ، لأصبح خادماً لكلّ النّاس، لأخضع نفسي تحت أحمال إخوتي. احفظني في التجارب، لكي أحبّ مبغضيَّ، وأباركهم بقوّة كلمتك.
السُّؤَال
لِمَ التواضع يكون هو العظمة الحقّة؟