Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
23:32وَجَاءُوا أَيْضاً بِاٰثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مُذْنِبَيْنِ لِيُقْتَلاَ مَعَهُ.33وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ إِلَى اٰلْمَوْضِعِ اٰلَّذِي يُدْعَى «جُمْجُمَةَ» صَلَبُوهُ هُنَاكَ مَعَ اٰلْمُذْنِبَيْنِ، وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ وَاٰلآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ.34فَقَالَ يَسُوعُ: «يَا أَبَتَاهُ، اٰغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ». وَإِذِ اٰقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ اٰقْتَرَعُوا عَلَيْهَا.


لقد وضع البشر قدّوس الله في أسفل درجة بشريّة، وحسبوه مجرماً بين المجرمين. وجرّد الجنود المحتقر المرفوض مِن المجتمع مِن ثيابه، رموه أرضاً، وسمّروا المسامير الصدئة في يديه المبسوطتين ورجليه المعقوفتين. فهل فهمت هذا القول؟ وبماذا تفكّر؟ لو عشت آنذاك هل كنت تصرخ: قفوا، اصلبوني عوضاً عنه، واتركوا البارّ حرّاً؟ أنَا المذنب وهو القدّوس، أو تقف بجانب المشهد بقلب بارد، وتتفرّج بلا مبالاة، كيف رفعوا القدّوس المحبّ على خشبة العار، حتّى كادت يداه ورجلاه تتمزّقان مِن ثقل جسده كأن ألف سكين تعمل ممزّقة جسمه الجريح.
فهل لعن يسوع قاتليه، وهل أدان معذبيه؟ لا ثم لا! بل أنّه قد صلّى، بصوت صارخ لأجلهم. وعرف أنّه سيصلب على مذبح العالم، وتلا كرئيس الكهنة المستحقّ الفريد صلاة الشفاعة: يا أبتاه اغفر لهم لأنّهم لا يعلمون ماذا يفعلون.
أيّها الأخ تأمّل، واسجد. لأنّ المسيح غلب في جسده المتألّم كلّ جنسنا البشري. ولم يفكّر بذاته، وانكر أوجاعه. وفكّر بنا، وتألّم مِن غضب الله علينا. فحمل الله عاش ومات لأجلنا، لا لنفسه، متوسّطاً بيننا نحن الخطاة وبين الله القدّوس. وسمّى المصلوب الله العظيم أباه، عالماً أنّه مات حسب مشيئة أبيه، منسجماً مع خطّة خلاصه. فلم يرد شيئاً إلاّ فداء العالم وغفران خطايانا. وممّا لا ريب فيه، أنّ الله قد سمع صلاة ابنه الفريدة، وغفر خطايا النّاس جميعاً، في كلّ الأزمنة والأمكنة نهائيّاً وإلى الأبد. وليس ضرورّياً موت المسيح مرّة أخرى، بل الخلاص قد تمّ مرّة واحدة نهائيّاً.
وآنذاك، فكّر يسوع بك أيضاً. لأنّك مِن الّذين لا يعلمون ماذا يفعلون. وكلّ واحدة مِن خطاياك وأكاذيبك ونجاساتك، هي تَعدٍّ على الله القدّوس، الّذي فضّل في محبّته السرمدية ألاّ تَهْلَك، بل يموت عوضاً عنك. افتح عينيك واعرف صليبك. فإنّ الخشبة الّتي عُلّق المسيح عليها هي صليبك اللعين أنت المذنب الخاطئ. أمّا المسيح فمات عوضاً عنك لكي تتحرّر مِن عقوبة الله، وتتبرّر بنعمته، وتتقدّس بالإيمان بدمه. فهل أدركت معنى الصليب؟ فاسجد لربّك. واشكره لغفران خطاياك طوال حياتك.

الصَّلَاة
أيّها الفادي القدّوس، نسلّمك حياتنا وأنفسنا بدون قيد أو شرط، شكراً أبدياً لمحبّتك الغير المتناهية. قد خلّصتنا بأوجاعك وطهّرتنا بدمك الثمين. إملأنا بقداستك وامسحنا بمحبّتك، لكيلا نبغض أحداً، بل نغفر لكلّ إنسان كلّ ذنوبه إلينا، منادين كلّ النّاس للمصالحة مع الله في صليبك.