Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
1 - القبر الفارغ
(24: 1-12)
24:1ثُمَّ فِي أَّوَلِ اٰلأُسْبُوعِ، أَّوَلَ اٰلْفَجْرِ، أَتَيْنَ إِلَى اٰلْقَبْرِ حَامِلاَتٍ اٰلْحَنُوطَ اٰلَّذِي أَعْدَدْنَهُ، وَمَعَهُنَّ أُنَاسٌ.2فَوَجَدْنَ اٰلْحَجَرَ مُدَحْرَجاً عَنِ اٰلْقَبْرِ،3فَدَخَلْنَ وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ اٰلرَّبِّ يَسُوعَ.


مِن الغريب أنّ الرجال لم يكونوا أوّل شهود قيامة المسيح بل النساء. فإنّ التلاميذ كانوا قد أقفلوا غرفهم عليهم، خوفاً ورعباً مِن سطوة اليهود. أمّا النساء فدفعتهن محبّتهن للمسيح غالبة كلّ المخاوف. وضحّين بجزء كبير مِن أموالهن لتزيين قبر الفقيد بالزهور والروائح ودهنه بالعطور والطيب. فقد حملن قارورات الطّيب وزهور وأقمشة وأشرطة، وتقدّمن مِن طلوع الفجر فوجاً كبيراً إلى القبر المسدود بحجر مستدير ضخم.
واحتارت النساء في أمرهن، كيف يستطعن دحرجة الحجر الكبير عن باب القبر، الّذي كان مختوماً أيضاً مِن قبل الدولة. ودفعتهن المحبّة رغم كلّ الصعوبات، ليقدّمن خدمة المحبّة الأخيرة للراقد العزيز. ولمّا وصلن تجمّدن في أمكنتهنّ، إذ شاهدن القبر مفتوحاً والحجر مدحرجاً منزاحاً إلى جانب. فتضاربت أفكارهن في رؤوسهن، متسائلات: ألا يسمحون له حتّى في الموت أنّ يستريح؟ هل فعلوا به شيئاً؟ هل سرقوه؟
ولم يخفن مِن الدخول إلى القبر المفتوح وهن مستاءات بغيظ. ورأين بعجب شديد، أنّ القبر فارغ مِن صاحبه. والعجيب أنّ أكفانه وأقمشته كانت هناك تماماً في موضع جثّته، غير ممزّقة، لأنّ المسيح انسلّ منها ومِن وسط الصخور هادئاً بلا صوت، كما ظهر بعد ذلك لتلاميذه في الغرف المغلقة مجتازاً مِن وسط الجدران.
لم يشاهد أحد مِن النّاس قيامة المسيح، ولكنّ الملائكة شاهدوا. فلا شهود للبشر عن هذه الحادثة مطلقاً. ولذلك فإنّ الربّ يدعو كلّ أتباعه إلى إيمان متجاسر بأعجوبة قيامته، لأنّ الرؤية تأتي بعد الإيمان وليس قبله.