Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
24:4وَفِيمَا هُنَّ مُحْتَارَاتٌ فِي ذٰلِكَ، إِذَا رَجُلانِ وَقَفَا بِهِنَّ بِثِيَابٍ بَرَّاقَةٍ.5وَإِذْ كُنَّ خَائِفَاتٍ وَمُنَكِّسَاتٍ وُجُوهَهُنَّ إِلَى اٰلأَرْضِ، قَالاَ لَهُنَّ: «لِمَاذَا تَطْلُبْنَ اٰلْحَيَّ بَيْنَ اٰلأَمْوَاتِ؟6لَيْسَ هُوَ هٰهُنَا لٰكِنَّهُ قَامَ! اُذْكُرْنَ كَيْفَ كَلَّمَكُنَّ وَهُوَ بَعْدُ فِي اٰلْجَلِيلِ7قَائِلاً: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ اٰبْنُ اٰلإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ، وَيُصْلَبَ، وَفِي اٰلْيَوْمِ اٰلثَّالِثِ يَقُومُ».


اضطربت النساء وفزعن، لمّا لم يجدن جسد يسوع! ولم يعرفن ماذا عليهن ان يعملن، وربّما صلّت واحدة منهنّ إلى الله. وفجأة وقف بهن رجلان في ألبسة برّاقة، ووجهاهما كانا كشمس مضيئة. فتجمّدن في أمكنتهن مِن هذه الرؤية، وتقهقرن. وبعضهن ابتدأن بالسّجود إكراماً للأشكال الغريبة مِن العوالم الغير منظورة. فلم يستطعن التكلم أو التفكير. وهذان الملاكان قد أرسلهما المسيح في محبّته للمحتارات، ليوضح لهن الأمر المستحيل، أنّ المسيح الميت هو حيّ حقّ. فسميا المسيح "الحي" وأعطياه نفس الصفة الّتي لله فقط، شاهدين بعظمته الحالّة في المسيح الظاهرة في قيامته. وسألا النسوة لماذا لم يؤمن أنّ رئيس السّلام لا يموت ولا يفنى، بل يعيش إلى الأبد، لأنّ الحياة الأبديّة لن تموت، ولو تفتّت الجسد الضعيف.
فشهد الملاكان للنساء المستمعات الجامدات، أنّ الله شخصيّاً أقام ابنه، كما الآب يوقظ طفله مِن النوم.
وأمر رسولا السماء هؤلاء النسوة، أنْ يتأمّلن ويتذكّرن ويعدن التفكير متخلّصات مِن جمودهن، مدركات معنى كلمات يسوع، الّتي نطقها قبل صلبه، أنّه قال مرّات ثلاث بكلّ وضوح، أنّ ابن الإنسان يسلّم إلى أيدي خطاة ويُصلب، ويقوم بلا مانع في اليوم الثالث مِن الأموات منتصراً ظافراً.
وكلمة (ينبغي)، الّتي قالها المسيح أثناء اقتراب موته، كانت غير مفهومة لأتباعه، لأنّهم لم يفهموا خطّة خلاص الله. فلم يعرفوا الواجب أو الضرورة في موت المسيح مصلوباً لأجل مصالحة النّاس مع الله. ولم يدركوا القيامة كبرهان لازم لقداسة وألوهيّة يسوع. لأنّ الّذي بدون خطيئة فقط، هو قادر أنْ ينتصر على الموت، لأنّ الموت هو أجرة الخطيئة ونتيجتها. وبما أنّ يسوع لم يستسلم لأيّة خطيئة كانت حتّى آخر لحظات حياته، فلم يجد الموت سلطة عليه. فقام المسيح مِن بين الأموات، بريئاً فائزاً ظافراً.
إنّ قيامة يسوع، هي الدليل الواضح على انتصاره على كلّ التجارب للخطيئة في جسده، ودليل قاطع على فشل الشيطان، الّذي لم يستطع أنْ يسقط البار إلى بغضة وكفر ويأس. وقيامة المسيح برهان أيضاً على ضعف الموت بالنّسبة لحياة الله. وأخيراً الأمر الأهم، وهو أنّ الله، أقام ابنه مثبتاً أنّه رضي بموته كحمل الله عوضاً عن كلّ البشر. هكذا نجد في قيامة المسيح العلامة البارزة للانتصار الإلهي، وبيان الخلاص الكامل. وفي عصرنا الحاضر ما زالت كنيسة في روسيا يجتمع أعضاؤها في عيد الفصح، فيضحكون ملياً حسب طقوسهم على الخطيئة والموت والشيطان والقوّة المغلوبة بالمقام مِن بين الأموات. إنّنا متحرّرون تحرّراً كاملاً. هذا هو سبب فرحنا.

الصَّلَاة
نسجد لك، أيّها الربّ يسوع المسيح ونعظّمك ونسبّحك ونفرح، لأنّك حيّ غير ميت، وتسمع صلاتنا، وتجرّنا إلى حياتك. علّمنا أنْ نتيقّن في كلّ لحظة حضورك معنا، وعنايتك بنا. آمين.
السُّؤَال
لِمَ كان ينبغي ان يموت المسيح ويقوم مِن بين الأموات؟