Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
24:8فَتَذَكَّرْنَ كلاّمَهُ،9وَرَجَعْنَ مِنَ اٰلْقَبْرِ، وَأَخْبَرْنَ اٰلأَحَدَ عَشَرَ وَجَمِيعَ اٰلْبَاقِينَ بِهٰذَا كُلِّهِ.10وَكَانَتْ مَرْيَمُ اٰلْمَجْدَلِيَّةُ وَيُوَنَّا وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَاٰلْبَاقِيَاتُ مَعَهُنَّ، اٰللَّوَاتِي قُلْنَ هٰذَا لِلرُّسُلِ.11فَتَرَاءَى كلاّمُهُنَّ لَهُمْ كَاٰلْهَذَيَان وَلَمْ يُصَدِّقُوهُنَّ.12فَقَامَ بُطْرُسُ وَرَكَضَ إِلَى اٰلْقَبْرِ، فَاٰنْحَنَى وَنَظَرَ اٰلأَكْفَان مَوْضُوعَةً وَحْدَهَا، فَمَضَى مُتَعَجِّباً فِي نَفْسِهِ مِمَّا كَانَ.


إنّ عقل الإنسان سريعان ما ينسى وهو سطحي دائر حول أفكاره الخصوصيّة. وكثيراً ما نسمع كلمة الله ونفهم تماماً خلاف قصد الربّ منها. ولكن لمّا ذكر الملاكان النسوة بقوّة أشعتهما الإلهيّة أنّ يسوع تكلّم قبل موته عدة مرّات بكلّ وضوح عن قيامته، ابتدأن يتنّورن، أنّهن سيكوننّ شاهدات لأمر غريب هائل مغيّر العالم، وأدركن تدريجياً معنى الكلمة، أنّ يسوع سيقوم حقّاً.
بعد زوال المباغتة المفاجئة وعودة وعيهنّ إليهنّ. ابتدأت النسوة بتركيز الفكر. وفرحن كثيراً راكضات راجعات إلى التلاميذ، مؤمنات بكلمات الملاكين، متيقّنات بمواعيد المسيح النبويّة. فقد آمنّ منذ أشهر أنّ يسوع هو المسيح الحقّ، وتركن بيوتهن وعائلاتهن، وتبعن الربّ مِن الجليل إلى اليهودّية. ولم يبالين بكلاّم النّاس عليهن، لأنّ يسوع كان قدّوساً وقد حفظهنّ في طهارته. أمّا الآن فإنّه يكافئهنّ ويختارهنّ أول شاهدات لقيامته مِن بين الأموات.
والبشير لوقا يرينا بدقّة مَن هنّ المبشّرات المختارات هؤلاء. وأعلن أسماءهن بوضوح، أوّلهن مريم المجدلية، الّتي كانت سابقاً ملبوسة، وأخرج الربّ منها سبعة شياطين. فلم تستطع العيش بدون مخلّصها، فأكّد الربّ لها أنّه غير ميت بل حيّ حقّاً.
والمرأة الثانية المختارة، هي يوّنا. والأغلب أنّها زوجة وكيل عند الملك هيرودس. فاعتبرت مستوى بيتها أخفض مِن عار صليب المسيح. لقد وقفت يوم الجمعة الحزينة مع زميلاتها قرب الصليب وثبتت في اليأس. فالآن صار لها الامتياز لتتأكّد مِن مجد الربّ، بين الأوليات (مرقس 15: 40).
وأمّا أمّ يعقوب فلا نعرف ان كانت هي سالومي أمّ يوحنّا ويعقوب ابن زبدي، أو هي أمّ يعقوب ويوسي. وربّما كانت كلّتاهما حاضرة، لأنّه بالإضافة إلى هؤلاء الثلاثة المذكورات وجدت كثيرات مِن أتباع يسوع، اللواتي صار لهن الامتياز برؤية الملاك ومعرفة القيامة.
والنسوة المفوّضات مِن الملاك بنقل بشرى انتصار المقام مِن بين الأموات، لمّا أخبرن بفرح عظيم التلاميذ ضحكوا عليهن، وسمّوا نبأهنّ أقاويل نسائية بلا معنى وكاذبة. فالرجال بطيئون عادة في الإيمان، ويطلبون براهين ومنطقاً وقوانين علميّة وخبرة، ويريدون تفتيش الأمور وتمحيصها، ورؤية المقام ولمسه قبل أنْ يؤمنوا به وبقيامته. وهذا بالتمام كان سبب عدم إيمانهم، الصادر مِن عقولهم وقلوبهم الغليظة. فلم يترك التلاميذ والأتباع مِن الرجال يسوع يوم الخميس عشاء ويهربوا فقط، بل أنّهم لم يؤمنوا يوم صبيحة الأحد بالرّسالة الملائكية الموجّهة إليهم عن قيامة ابن الله بلسان النساء. إنّهم كانوا يائسين وزعلانين، لأنّ كلّ رجائهم على قيام مملكة الله كان قد انتهى. وكانوا في الوقت نفسه مستكبرين أنْ يأخذوا معرفتهم مِن النساء، وغير مستعدّين لقبول الخبر المستحيل، الّذي لا يدخل رؤوسهم. ولا يتذكّرون وعداً به مِن المسيح نفسه. فعارضوا معاً جذب الرّوح القدس.
ولكنّ بطرس الّذي انسحق بالتّوبة، وكان قد تضعضع منذ انكاره يسوع وندمه، ولم يعد يثق بذاته ولا بمنطقه ولا بخبرته، قام أخيراً وركض إلى القبر، غير مبال بالحرّاس ولا برؤساء الكهنة، لأنّه شعر قليلاً بإمكانية المستحيل، وانحنى كثيراً أمام الله لمّا دخل إلى القبر. لم ير جثّة يسوع، بل الأربطة غير الممزّقة. وهي موضوعة بعناية ومحفوظة كاملة كشرنقة دودة القزّ وقد فارقتها. فارتجف قلبه للمعجزة وترجرج ذهنه، ولكنّ القفزة إلى الإيمان الجريء بحقيقة القيامة، لم تدخل قلبه. فقد رأى نفسه مرفوضاً هالكاً، لأنّه انكر ربّه انكاراً هائلاً.

الصَّلَاة
أيّها الربّ المقام مِن بين الأموات، نشكرك لأنّك فوّضت النساء اللواتي تبعنك، ليسمعن كلمات الملائكة ويبشّرن بها. نسجد لك، لأنّك حيّ، وتملك مع الآب في الجوهر الواحد. أحينا واجعلنا رسل قيامتك، لنعيش في حياتك ولطفك ونشهد للنّاس كلّهم بصبر عظيم أنّك حيّ وموجود حقّاً.
السُّؤَال
لِمَاذا لَمْ يصدق الرسل بشرى قيامة المسيح؟