Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
3:15وَإِذْ كَان اٰلشَّعْبُ يَنْتَظِرُ، وَاٰلْجَمِيعُ يفكّرون فِي قُلُوبِهِمْ عَنْ يوحنّا لَعَلَّهُ اٰلْمَسِيحُ،16قَالَ يوحنّا لِلْجَمِيعَ: «أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ، وَلٰكِنْ يَأْتِي مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنِّي، اٰلَّذِي لَسْتُ أَهْلاً ان أَحُلَّ سُيُورَ حِذَائِهِ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِاٰلرُّوحِ اٰلْقُدُسِ وَنَارٍ.17اٰلَّذِي رَفْشُهُ فِي يَدِهِ، وَسَيُنَقِّي بَيْدَرَهُ، وَيَجْمَعُ اٰلْقَمْحَ إِلَى مَخْزَنِهِ، وَأَمَّا اٰلتِّبْنُ فَيُحْرِقُهُ بِنَارٍ لاَ تُطْفَأُ».18وَبِأَشْيَاءَ أُخَرَ كَثِيرَةٍ كَان يَعِظُ اٰلشَّعْبَ وَيُبَشِّرُهُمْ.19أَمَّا هِيرُودُسُ رَئِيسُ اٰلرُّبْعِ فَإِذْ تَوَبَّخَ مِنْهُ لِسَبَبِ هِيرُودِيَّا اٰمْرَأَةِ فِيلُبُّسَ أَخِيهِ، وَلِسَبَبِ جَمِيعِ اٰلشُّرُورِ اٰلَّتِي كَان هِيرُودُسُ يَفْعَلُهَا،20زَادَ هٰذَا أَيْضاً عَلَى اٰلْجَمِيعِ أَنَّهُ حَبَسَ يوحنّا فِي اٰلسِّجْنِ.


كان ليوحنّا المعمدان تأثير كبير على مستمعيه، لأنّه كرز كمن له سلطان مِن الله، ولم يخف مِن أيّ بشر. وندّد بأعمال الملك هيرودس انتيباس، ووبّخه على خطيئة الزنى مع امرأة أخيه، مظهراً لشعبه قدوة سيئة رديئة.
فتعجّب الشعب مِن جرأته واعتقدوا بأنّه المسيح الآتي. ولكنّ يوحنّا ثبت في أمانته ولم يستغلّ المناسبة، وما أخذ لنفسه مركز المسيح، رغم أنّ الشعب كلّه كان مترقّباً مجيء الموعود لإصلاح الأوضاع جذريّاً.
فأعلن المعمدان للشعب جوهره وطبيعة رسالته وهي إعداد طريق المسيح بواسطة إنكار النفس في التّوبة الحقّة. وفي المقارنة بين يوحنّا والمسيح، قال إنّه غير مستحق ان يحلّ حذاءه، وارشد تابعيه مِن ذاته إلى المسيح، فأعطى أكبر مثال في التواضع لخدّام الربّ.
ثم وضّح للجماهير أنّ معمودية الماء لا تكفي للخلاص البتة، إنّما هي دلالة على معمودية الرّوح القدس والنار، الّتي سيجريها المسيح بقوّته الإلهيّة. فهل حلّ الرّوح القدس فيك بواسطة إيمانك بالمخلّص؟ هل تعرف القوّة الوحيدة، الّتي تجدّد القلوب والأذهان؟ لا تخفْ مِن الرّوح القدس، لأنّه ليس ناراً آكلّة بل نعيماً مصفّياً قلبك ومعزياً ذهنك. وهذا الرّوح اللطيف هو الله بالذات. وأنّ الآب والابن يشاء السكن فيك وفي كلّ مؤمن. وقد أتى المسيح ليصالحنا مع أبيه، ليقدر الرّوح القدس أنّ يحلّ في المتبرّرين ويثبتهم في شركة مع الله إلى الأبد. عندئذ يأتي المؤمن بثمار تليق بالتّوبة، لأنّنا لا نقدر على إتمام الشريعة إلاّ إذا ولدنا مِن الله، وثبتت محبّته فينا بواسطة الرّوح القدس. وهذه هي الوسيلة الوحيدة، لتأتي بثمر صالح كثير ويدوم ثمرك.
ورأى يوحنّا المسيح كالحصاد في بيدر العالم، الّذي يفصل في عاصفة دينونة الله القمح الوازن عن القش المتطاير. وهكذا سيفصل المسيح في نهاية الزمان المؤمنين العاملين في المحبّة عن غير الممتلئين بالرّوح القدس، العائشين بطيش لأنّ قوّة روح المسيح وحدها تجعلنا صالحين مقبولين، وبدونها نحن أشرار وهباء، وعلينا أن نحترق في نار دينونة الله. فافتح نفسك اليوم لروح الربّ لكي ينقيك في نار محبّته الإلهيّة، فتتواضع كيوحنّا، وتعظّم سلطان المسيح وتنحني أمامه، وتسجد له، شاكراً تائباً.
إنّ الشيطان وأتباعه أبغضوا يوحنّا لأجل شهادته الصريحة، وثماره القويّة، وسلوكه القويم. ولمّا أكمل يوحنّا شهادته، سمح الله ان يلقي برسوله في سجن هيرودس الزاني، لكي يمتحن إيمان النبي، ويظهر أمانته ثابتة إلى الموت. فأصبح حتّى في آلامه، ساعيّاً ورمزاً للمسيح الآتي.

الصَّلَاة
يا رب، أنت الرّوح. وقد أتيت إلى عالمنا، لتعمّدنا بروحك القدّوس. اخرج كلّ الأرواح الشرّيرة مِن أنفسنا، وطهّرنا تماماً لكي نمتلئ بمحبّتك، ونظهر في يوم الدين بثمار قوّتك، الّتي تتضّح اليوم بالتواضع والإيمان والرجاء، خصوصاً في الأيام الحرجة.
السُّؤَال
ما هي معمودية الرّوح القدس؟