Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
3:7وَكَان يَقُولُ لِلْجُمُوعِ اٰلَّذِينَ خَرَجُوا لِيَعْتَمِدُوا مِنْهُ: «يَا أَولاَدَ االأَفَاعِي، مَنْ أَرَاكُمْ ان تَهْرُبُوا مِنَ اٰلْغَضَبِ اٰلآتِي؟8فَاٰصْنَعُوا أَثْمَاراً تَلِيقُ بِاٰلتَّوْبَةِ. ولَا تَبْتَدِئُوا تَقُولُونَ فِي أَنْفُسِكُمْ: لَنَا إِبْرَاهِيمُ أَباً. لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ اٰللّٰهَ قَادِرٌ أنْ يُقِيمَ مِنْ هٰذِهِ اٰلْحِجَارَةِ أَوْلاَداً لإِبْرَاهِيمَ.9وَاٰلآن قَدْ وُضِعَتِ اٰلْفَأْسُ عَلَى أَصْلِ اٰلشَّجَرِ، فَكلّ شَجَرَةٍ لاَ تَصْنَعُ ثَمَراً جَيِّداً تُقْطَعُ وَتُلْقَى فِي اٰلنَّارِ».10وَسَأَلَهُ اٰلْجُمُوعُ: «فَمَاذَا نَفْعَلُ؟»11فَأَجَابَ: «مَنْ لَهُ ثَوْبَان فَلْيُعْطِ مَنْ لَيْسَ لَهُ، وَمَنْ لَهُ طَعَامٌ فَلْيَفْعَلْ هٰكَذَا».12وَجَاءَ عَشَّارُونَ أَيْضاً لِيَعْتَمِدُوا وَسَأَلُوهُ: «يَا مُعَلِّمُ، مَاذَا نَفْعَلُ؟»13فَأَجَابَ: «لاَ تَسْتَوْفُوا أَكْثَرَ ممّا فُرِضَ لَكُمْ».14وَسَأَلَهُ جُنْدِيُّونَ أَيْضاً: «وَمَاذَا نَفْعَلُ نَحْنُ؟» فَأجَابَ: «لاَ تَظْلِمُوا أَحَداً، وَلاَ تَشُوا بِأَحَدٍ، وَاٰكْتَفُوا بِعَلاَئِفِكُمْ».


كلّ مَن ينتمي إلى عائلة شريفة، يفتخر بأرومته. فسمَّى أعضاء العهد القديم أنفسهم أولاد إبراهيم، ظانين أنّهم يتبرّرون مِن بركاته، ويتقوّون مِن روحه. أمّا يوحنّا فسمى المتراكضين إليه مِن كلّ الجوانب أولاد الأفاعي، وقصد بذلك الشيطان الّذي يصبّ مِن روحه إلى البشر، ويضلّهم للشكّ بمحبّة الله. والاستقلال عنه في استكبار عنيد. فكلّ إنسان لا يرجع إلى مصدره وهو مسّمم بروح الرياء ويغرّ نفسه. فمَن أنت؟ أخاطئ تائب أو مرائي شرّير؟ أيّ روح يملك فيك، الكبرياء أو التواضع؟
ويلٌ للمذاهب والأديان والكنائس، الّتي تعلّم أتباعها بأنّ التعصب والصلوات والصوم والأعمال الذاتيّة تبرّر التقّي. فكلّ بَانَ نفسه على استحقاقه الذاتي يسقط في الدينونة الأخيرة، لأنّنا جميعنا بطّالون، لا بل مجرمون في أشعة محبّة الله القدّوس. ويوم الحساب لا بدّ يأتي، حيث يكشف الربّ القدّوس أخطاءك كلّها. وساعة غضبه قريبة، كما شهد كلّ الانبياء المخلّصين (ملاخي 4: 1- 5). عندئذ تقف خجلاً وبلا حجّة، لأنّ قلبك يشبه وكر الحيّة ممتلئاً بالأفكار الشرّيرة والتذكّرات الرديئة.
لا تظنّ أنّ تخيّلات توبتك أو حزن نفسك يرضي الله، لأنّ القاضي الأزلي لا يطلب منك شعوراً وأمنية وصلوات فقط، بل تغييراً جذريّاً، صادرة منه أعمال صالحة. فالله مستعّد في رحمته أن يغيّر حياتك كلّها، عالماً أنّك عاجز عن إصلاح نفسك. فلا تظنّ بلا مبالاة، أنّ الربّ سيهمل أخطاءك. فلا يخلّصك أي نبي حتّى إبراهيم بالذّات.
وقال يوحنّا مخاطباً شعب العهد: لا يحتاج الله إليكم، لأنّه قادر ان يقيم مِن الحجارة الكثيرة في هذه البريّة أولاداً عديدين له. وان لم تتوبوا وترجعوا إليه منسحقين، فإنّكم ستهلكون. فكلّ إنسان يقسّي قلبه لنداء الله، يتحجّر في ضميره. ولكن مَن يصغي لكلمة الخالق، يحصل على قلب جديد وقوّة إلهيّة. حمداً لله الّذي يغيّر أناساً كثيرين، ويجدّد ملايين في كلّ انحاء العالم.
وكلّ أمة وشعب لا يرجع إلى الله، يشبه شجرة خالية من الثمار. ومالكها يقف بجانبها، وفأسه في يده المرتفعة، ليقطع الشّجرة البطالة. فأي ثمار طيّبة وصالحة، يجد الله فيك وفي أمتّك؟ هل تسقط الفأس القاطعة عليك، أو تتأخّر لأنّ العلي يرى استعدادك للتوبة ويعرف اشتياقك إلى الطهارة والحقّ؟
كثيرون مِن مستمعي يوحنّا تابوا حقّاً، معترفين بخطاياهم جهراً، ومارسوا معمودية الغفران رمزاً لدينونة الله عليهم. فقال المعمدان لهؤلاء المنسحقي القلوب، إنّ المحبّة هي تكميل الشريعة. فإن كنت تحبّ الله فَاقْسِم ملابسك معطياً للفقراء، وشاركهم بخبزك ومالِك، وحضّر لأجلهم عملاً، واعطِ الضعفاء في صفّك دروساً إضافيّة مجّاناً. وإن كان عليك ان تطلب مالاً باسم الشركة، أو تبيع بضاعة وتتاجر فلا تطلب أكثر مِن الحقّ. واكتفِ بالكفاف لكيلا تسقط في غرور الغنى. وقد قال المعمدان للجنود الحافظين لبلادهم، ألا يكونوا عنفاً أو شاهدي زور، وأن يعيشوا في قناعة لا أبّهة فيها. فلم يدعهم ساعي المسيح لترك مهنتهم، ليخدموا المسيح في انطوائية البريّة. بل أرسلهم إلى وظائفهم المختلفة آمراً إياهم بممّارسة المحبّة والحقّ والتواضع. ليعدوا طريق الربّ في حياتهم العمليّة.

الصَّلَاة
يا ربّ أنت تعلم إذا كنت ابن روحك، أو ابن الأفعى الخبيثة، اغفر لي كلّ استكباري، واشفني مِن غرور النفس والرياء. أعترف قدّامك بكلّ خطاياي، طالباً منك الغلبة على عنادي وشهواتي لكي أعيش قنوعاً متواضعاً قدّيساً في قوّة كلمتك.
السُّؤَال
لماذا سمّى يوحنّا النّاس أولاد الشيطان؟ وما هي الثمار الحقّة الّتي تليق بالتّوبة؟