Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
6:24وَلٰكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أيّها اٰلأَغْنِيَاءُ، لأَنَّكُمْ قَدْ نِلْتُمْ عَزَاءَكُمْ.25وَيْلٌ لَكُمْ أيّها اٰلشَّبَاعَى، لأَنَّكُمْ سَتَجُوعُونَ. وَيْلٌ لَكُمْ أيّها اٰلضَّاحِكُونَ اٰلآنَ، لأَنَّكُمْ سَتَحْزَنُونَ وَتَبْكُونَ.26وَيْلٌ لَكُمْ إِذَا قَالَ فِيكُمْ جَمِيعُ اٰلنَّاسِ حَسَناً. لأَنَّهُ هٰكَذَا كَان آبَاؤُهُمْ يَفْعَلُونَ بِاٰلأَنْبِيَاءِ اٰلْكَذَبَةِ.


ويل للّذين يفكّرون أنّهم أغنياء مالاً وروحاً وخبرة، لأنّهم بالحقيقة أغبياء مستكبرون وسرّاقون. فالله وحده هو الغني والمالك والحكيم. وكلّ إنسان لا يتوب أمام الله وينكسر لتشامخه. يخصّ الأغنياء الظّانين بأنفسهم أنّهم أغنياء ولكنّهم مساكين.
وحقّاً ماذا تطلب لعينك اليمنى، إنْ جاءك أعمى طالباً عينك ليصحّ؟ هل تسلّم عينك بألف ليرة أو بمئات الألوف؟ هل تدرك لأيّ مقدار غناك؟ إن قيمة جسدك بالملايين، وأنت لم تشكر ربك بعد لأنه صنعك. فكلّنا خاصّة الله ووكلاء ممتلكاته. ومَن يعش بدون الله يسقط إلى جهنّم، لأنّه سارق، ولم يسلّم ما استودعه لصاحبه. وكلّ مَن يعش بدون الله، لا يجد راحة لضميره، ولا تعزية لقلبه، لأنّ المال صار إلهه. وصحّته تضمحل، والموت يترصّده. ويل للأغنياء الفقراء! وطوبى للفقراء الأغنياء في المسيح! فإلى أيّ مِن الفريقين تنتمي؟
ويقول المسيح ويل لكلّ نَهم وسكّير يخنق بالخمور واللحوم المشوّية صوت نفسه الجائعة، ولا يصغي إلى طلبة الشحّاذ المسكين. فويل للزناة واللوطيين، الّذين تطفو مِن بطونهم المتخمة الشهوات الدنسة. فيدوسون ضمائرهم وضمائر الآخرين. فسيركضون وراء كلمة الله ولا يجدونها. ويبحثون عن التعزية عند الشياطين والأموات والعرّافين، ويسقطون إلى اليأس تدريجياً أكثر فأكثر. والطاولات الممتلئة بالطعام والمستودعات الملأى بالحبوب والمعادن، ليست هي غنى الشعب، بل كلمة الله وحدها. وإنّ بركة هذه الكلمة تستطيع ان تفتح الشعوب الفقيرة، فإنّ الجائعين سيهاجمونهم قريباً، ويربطون الشباعى على الصلبان ويتمتعون أمامهم بأرزاقهم.
هل سمعت مرّة سكّيراً يتضاحك؟ إنّه يتصرف بلا ضابط فيظهر فساد داخله. وهل أصغيت لضحك أصدقائك وزملائك، للنكت الدنّسة؟ فكلّ قصّة نجسة تشبه مسماراً داخلاً إلى نفسك، وستعذّبك لأنّك لا تستطيع التخلّي عن وسخك، مِن تلقاء نفسك. وهل سمعت استهزاء الأقوياء وابتسام الاحتقار مِن المنتصرين على المغلوبين؟ كلّهم مائتون حتماً. فيتوقف ضحكهم في حنجرتهم، إذ يدركون أنّ بذرة الموت كانت فيهم كلّ حين. هل استعدّيت لوفاتك؟ فقد علّمنا موسى الصّلاة الحكيمة فقال إحصاء أيامنا، هكذا علّمنا، فنؤتى قلب حكمة.
وأشنع خداع في البشر هو الرياء. فيقول النّاس بعضهم لبعض، إنّهم أذكياء وصالحون وموهوبون وأتقياء. ويؤمنون بهذا الاطراء المداهن، ويبتسمون في وجوه بعض وينحنون لبعض، لأنّ كلاً مِنهم يظنّ نفسه إلهاً مصغّراً. أبالسة هم، ولا يدرون خطاياهم، لأنّه ليس أحد صالحاً جميلاً وحكيماً، إلاّ الله ومسيحه. فتب وناد بالتّوبة، ليضبّ الطواويس ريشهم، ويخلع الذئاب ألبستهم فراء الحملان، طالبين موت قلبهم الذئبي. ليصبحوا ممتلئين بروح الحملان الودعاء. فمَن أنت، مستكبر أو متواضع في النّعمة؟

الصَّلَاة
اللهمّ ارحمني أنا الخاطئ. خلّصني مِن خداع نفسي، وحرّرني مِن سرقاتي، وعلّمني إحصاء أيامي، وقدنِي إلى التّوبة بروحك القدّوس. وأمت قلبي الشرّير، لأكسب وداعتك وتواضعك وملء محبّتك اللطيفة.
السُّؤَال
لِمَ يدعو المسيح بالويل على الأغنياء والبطون المتخمة والضاحكين وخاصّة المرائين؟