Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
6:27لٰكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أيّها اٰلسَّامِعُونَ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ،28بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ اٰلَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ.29مَنْ ضَربّك عَلَى خَدِّكَ فَاٰعْرِضْ لَهُ اٰلآخَرَ أَيْضاً، وَمَنْ أَخَذَ رِدَاءَكَ فَلاَ تَمْنَعْهُ ثَوْبَكَ أَيْضاً.30وَكُلُّ مَنْ سَأَلَكَ فَأَعْطِهِ، وَمَنْ أَخَذَ اٰلَّذِي لَكَ فَلاَ تُطَالِبْهُ.31وَكَمَا تُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلَ اٰلنَّاسُ بِكُمُ اٰفْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضاً بِهِمْ هٰكَذَا.32وَإنْ أَحْبَبْتُمُ اٰلَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإنَّ اٰلْخُطَاةَ أَيْضاً يُحِبُّونَ اٰلَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ.33وَإِذَا أَحْسَنْتُمْ إِلَى اٰلَّذِينَ يُحْسِنُونَ إِلَيْكُمْ، فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإنَّ اٰلْخُطَاةَ أَيْضاً يَفْعَلُونَ هٰكَذَا.34وَإنْ أَقْرَضْتُمُ اٰلَّذِينَ تَرْجُونَ أَنْ تَسْتَرِدُّوا مِنْهُمْ، فَأَيُّ فَضْلٍ لَكُمْ؟ فَإِنَّ اٰلْخُطَاةَ أَيْضاً يُقْرِضُونَ اٰلْخُطَاةَ لِكَيْ يَسْتَرِدُّوا مِنْهُمُ اٰلْمِثْلَ.35بَلْ أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ، وَأَحْسِنُوا وَأَقْرِضُوا وَأَنْتُمْ لاَ تَرْجُونَ شَيْئاً، فَيَكُونَ أَجْرُكُمْ عَظِيماً وَتَكُونُوا بَنِي اٰلْعَلِيِّ، فَإِنَّهُ مُنْعِمٌ عَلَى غَيْرِ اٰلشَّاكِرِينَ وَاٰلْأَشْرَارِ.36فَكُونُوا رُحَمَاءَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمْ أَيْضاً رَحِيمٌ.


في بعض فلسفات وأديان العالم تجد المحبّة لله والنّاس دستوراً. ولكن مسامحة الأعداء بلا قيد أو شرط لا تجدها، لأنّ أتباع تلك المعتقدات لم يتأكّدوا مِن غفران خطاياهم عند الله، بل هم في شكّ مِن رحمته. وصورة إلههم تختم حضارتهم وتصبغ تصرفاتهم.
أمّا إلهنا فهو محبّة، وليس لرحمته حدود. وقد بذل ابنه لكي يغفر ذنوبنا، فنتحرّر نحن لبنوّته. وفداء إلهنا هذا غيّر بصيرتنا وقلب مبادئنا. فنحبّ كما يحبّنا، ونغفر كما يغفر لنا. وقد صبر علينا، لمّا تركناه ضالّين. ولم يبدنا، لمّا جدفنا عليه ساخطين. فأحسن إلينا، لمّا أغضبناه. باركنا لمّا تجاوزنا حدوده.
إنّ المسيح هو صورة إلهنا، فضُرب وبقي صامتاً. وقد كُلّل بتاج الشوك، فبارك معذّبيه، وسال دمه وبصق في وجهه، فأحبّ الفاجرين، وصلّى وهو معلّق على خشبة العار: با أبتاه اغفر لهم لأنّهم لا يعلمون ماذا يفعلون. ألا تظنّ أنّ المسيح هو القدوة الصالحة لكلّ النّاس؟ ولكن يا للأسف، فليس أحد صالحاً منّا. إذ كلّنا فاسدون أشرار خبثاء. ولكنّ المسيح مات لأجلنا لنشفى بموته. ومنحنا روحه، لتحلّ محبّة الله في قلوبنا. وشاركنا بحقّ بنوّته، لنسمّي الله أبانا. هل تدرك امتيازك؟ فالله يحبّك، رغم انّك عدوّه، بمقدار بذله ابنه الوحيد، لتصبح أيّها العاصي ابنه الحبيب. فمتى تشكر محبّته، وتستجيب لها بتسليم نفسك كاملة، وبإطاعة شكرك الأبدي له؟
استمع أيّها الأخ المؤمن. إنّ المسيح ينزعك مِن فساد انسانيتك إلى أعلى درجة شكرك. لأنّه يأمرك: كن رحيماً مثلما أنّ أباك هو رحيم. ألا تفزعن مِن هذه الوصية؟ لا تخف لأنّ رحمة أبيك عظيمة بمقدار، أنّه يهبك القوّة لترحم الكلّ كما أنّ أباك رحيم. فكيف يتمّ هذا؟ ليس إلاّ بالإيمان بالمسيح وتبريره، فيحلّ الرّوح القدس في قلبك. وهذا الرّوح الرحيم هو روح أبيك، جوهر مِن جوهره، ونور مِن نوره. فهل يسكن روح الله فيك؟ فتقدّم إلى المسيح طالباً مِنه الرّوح القدس، ليبدل قلبك المتحجر بقلب رحيم. عندئذ تحبّ كلّ النّاس، وتغفر لأعدائك، وتحتمل الصعاب في صبر أبيك. إنّ رحمة الله في قلبك ليست شعوراً عاطفيّاً فقط. بل تدفعك إلى عمل التضحية. فالكلّام رخيص غالباً. ولكنّ النقود والخبز والملابس ثمينة. فكم تضحّي شهرياً؟ إنّ تضحيتك بالنسبة لمدخولك هي الّتي تبين محبّتك. ولست مجبراً لتساعد الفقراء أو تتبرّع لكنيستك، لأنّ المحبّة لا تعرف الواجب، بل الامتياز في التضحية. فإن سكن روح أبيك فيك تحضّر عملاً للعاطلين، وتقرض المتضايقين، وتصلّي للقيام بطرق عمليّة لمساعدة الغوغاء. وان خدمت باسم المسيح كنيستك، تحصل على أجرة عظيمة. لأنّ ربّك يزيد قوّتك للخدمة، ويضاعف احتقار النّاس لك. ويزيد آلامك لكي تصبح أكثر قرباً لصورة محبّته وغفرانه. فالله بالذات هو أجرة حاملي الصليب.
وفي كلّ اجتهاداتك في تربية النشىء الجديد وفي عون المساكين، سرعان ما تعرف أن الأعمال الخيرية مهمّة، ولكنّ الخلاص القلبي أهمّ. وكثيراً ما يقلّ رأسمال المؤمنين، ولكنّ قوّة صلاتهم عظيمة. والتبرّعات المستمرّة مِن الفقراء المرافقة بصلواتهم أقوى من تبرّعات ضخمة يمكن أن يقدّمها الأغنياء. فالله يعلم قلبك. فهل أنت رحيم، كما أنّ أباك أيضاً هو رحيم؟

الصَّلَاة
أيّها الربّ يسوع، قلبي كحجر، وأحب نفسي أولاً. اغفر أنانيتي، وغيّر قلبي، وجدّد ذهني. لكيلا يكون المال إلهي، بل أنت المصلوب. اصبغ أخلاقي بوداعتك، واختم داخلي، لأراك معلّقاً على الصليب مدمىً. لكي أصبح أيضاً، باذلاً في سبيل المحبّة. ارحمني لأصبح رحيماً أيضاً.
السُّؤَال
لماذا يحبّ المسيحيون كلّ أعدائهم؟