Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
6:43لأَنَهُ مَا مِنْ شَجَرَةٍ جَيِّدَةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً رَدِيّاً، وَلاَ شَجَرَةٍ رَدِيَّةٍ تُثْمِرُ ثَمَراً جَيِّداً.44لأَن كُلَّ شَجَرَةٍ تُعْرَفُ مِنْ ثَمَرِهَا. فَإِنَّهُمْ لاَ يَجْتَنُونَ مِنَ اٰلشَّوْكِ تِيناً، وَلاَ يَقْطِفُونَ مِنَ اٰلْعُلَّيْقِ عِنَباً.45الإِنْسَانُ اٰلصَّالِحُ مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ اٰلصَّالِحِ يُخْرِجُ اٰلصَّلاَحَ، وَاٰلإِنْسَان اٰلشرّير مِنْ كَنْزِ قَلْبِهِ اٰلشرّير يُخْرِجُ اٰلشَّرَّ. فَإِنَّهُ مِنْ فَضْلَةِ اٰلْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ فَمُهُ.46وَلِمَاذَا تَدْعُونَنِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ، وَأَنْتُمْ لاَ تَفْعَلُونَ مَا أَقُولُهُ؟


لقد فسّر لنا بولس معنى ثمار الجسد وثمار الرّوح القدس (غلاطية 5: 19- 26). وممّا لا ريب فيه، أن ليس إنسان صالحاً وآتياً بثمار صالحة. هل تعرف الأعمال النّجسة، حتّى في الإنسان المهذّب والمؤدّب؟ وهل شممت رائحة الكبرياء النتنة في أتقياء كلّ الأديان؟ فإنّ الإنسان الطبيعي فاسد أمام الله، وغير صالح البتة. فيشبه شجرة بلا ثمر نافع، ومستحق أن يقطع ويلقى في النار.
ولكن حيث يطهّرنا المسيح بكلمته، وينقّي قلوبنا بدمه، فهناك تحلّ قوّة الرّوح القدس فينا وتجعلنا صالحين. وفي تواضع محبّة المسيح يصبح الإنسان البطال نافعاً، لأنّ فرح الربّ وسلامه، يدفعاننا إلى الصبر. أدرس ثمار الرّوح القدس مليّاً، فتعرف ماذا يشاء الربّ أن يعمل منك.
ولا تغرّنَّ نفسك، فليس امرؤ صالحاً في ذاته. إذ الكلّ قد زاغوا وفسدوا معاً، وفقدوا مجد الله الموهوب لهم. طبعاً إن قارنت نفسك بآخرين، فإنّك لن تكون أردأ منهم أو أحسن، ولكن إن اتخذت المسيح مقياساً لحياتك فلا بدّ أن ترى حقيقة بشاعة نفسك. فالتعليم عن الإنسان الصالح أكبر كذب في الحاضر والماضي. وإبليس يوسوس هذا الخداع في الكنائس والأديان والفلسفات والمدارس، كأن الإنسان قابل للتهذيب والإصلاح. وحقّاً فإنّه في أحسن حالاته، ليشبه وحشاً مروّضاً، ولكن في داخله مفعم الرفض والكراهية والحقد.
ليس أحد صالحاً إلاّ الله والمسيح والرّوح القدس والّذين يميتون انانيتهم في التّوبة ليمتلئوا بمحبّة الأزلي. فالصلاح في المؤمن ليس منه هو، بل مِن الله، الّذي يثير مواهبك، ويجنّد قواك ليستخدمها في نهر محبّته.
هل أصبحت شجرة إلهيّة صالحة أو لا زلت نبتة سامّة فاسدة؟ والجواب لا بدّ أنّك تعرفه مِن كلامك وكتابتك. أي نوع مِن القول يخرج منك؟ أمحبّة وطهارة وصدق وضبط للنفس وقوّة إلهيّة؟ أو تخيّلات وأكاذيب وغرام واستهزاء وبغضة؟ فامتحن نفسك، لتعرف نضجك أو الحكم عليك في دينونة الله.
هل تخاطب المسيح ربّك، فما هي تصرّفاتك الّتي تدلّ جيرانك على هذه الحقيقة ان يسوع هو ربّك وملكك؟ هل تنفّذ مشيئته؟ هل تعظّم قوّته في ضعفك؟ وكيف تخضع لمحبّته؟ وهل أنت سائر حقّاً في ضبط روحه؟ إنّ المسيح يطلب منك تحقيق إيمانك عملياً، لأنّ الاعتقاد بدون نتيجة باطل. ولكن حين المسيح يتمركز في قلبك، فإنّك تصبح وديعاً وصالحاً وعفيفاً. ليس مِن قدرتك، بل مِن طاقة ربّك.
إنّ الإيمان بدون الأعمال الصالحة هو ميت. ولكنّ محبّة الله تغلب أخلاقنا. ونؤمن أنّ المسيح يخلقنا خليقة جديدة مختبرين تقديسه. لأنّ الله بالذات، يكمّلنا بلا لوم ثابتين في المحبّة إلى مجيء المسيح القريب.

الصَّلَاة
أيّها الربّ أنا عبد بطال. لا ترفضني مِن جوارك، بل غيّر ذهني إلى حقّك. واملأ فؤادي برحمتك، لكي أشكرك على تثبيتي فيك، وآتي بثمر كثير. ونعظّمك. لأنّ خلاصك هو رجاؤنا الحي.
السُّؤَال
مَن هو صالح؟