Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
6:47كلّ مَنْ يَأْتِي إِلَيَّ وَيَسْمَعُ كلاّمِي وَيَعْمَلُ بِهِ،48يُشْبِهُ إنْسَاناً بَنَى بَيْتاً، وَحَفَرَ وَعَمَّقَ وَوَضَعَ اٰلأَسَاسَ عَلَى اٰلصَّخْرِ. فَلَمَّا حَدَثَ سَيْلٌ صَدَمَ اٰلنَّهْرُ ذٰلِكَ اٰلْبَيْتَ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يُزَعْزِعَهُ، لأَنَّهُ كَان مُؤَسَّساً عَلَى اٰلصَّخْرِ.49وَأَمَّا اٰلَّذِي يَسْمَعُ وَلاَ يَعْمَلُ، فَيُشْبِهُ إِنْسَاناً بَنَى بَيْتَهُ عَلَى اٰلأَرْضِ مِنْ دُونِ أَسَاسٍ، فَصَدَمَهُ اٰلنَّهْرُ فَسَقَطَ حَالاً، وَكَان خَرَابُ ذٰلِكَ اٰلْبَيْتِ عَظِيماً».


كان يسوع نجّاراً بنّاء وساهم في انشاء بيوت كثيرة، ورأى بعين اختباره، أياً من البيوت متين وأياً منها واهن. فرأى مسبقاً بيوتاً هابطة، وبيوتاً راسخة وسط الطوفان الكاسح.
فشبّه يسوع حياة الإنسان ببيت يبنى تدريجياً، ويزيّن بزينة جميلة، ويفرش بأثاث ثمين. ولكنّ هذه المظاهر الفخمة باطلة، ان لم يكن لهذا البيت أساس متين، ليثبت في أيام الكوارث. فما هو أساس بيت حياتك؟
إنّ المسيح هو الأساس الأزلي لكلّ مؤمن، ويأتي إلينا بكلمته. وهنا يبتدئ الفرق بين الحكيم والجاهل. المؤمن الحكيم يسمع إنجيل المسيح ويفتح قلبه لقوله. يحرّكه هذا القول في قلبه، وينكسر كبرياؤه ويتوب حقّاً. عندئذ تستطيع كلمة المسيح ان تغير ذهنه خالقة انساناً جديداً، مبنيّاً على المسيح. الّذي يملأه بقوّته ومحبّته، ليعمل ما يشاء الرّوح القدس. فهذا الإنسان صار حكيماً، لأنّه بنى ذاته على قوّة الله. فصار المسيح أساس كيانه في الحاضر، وشفيعه في يوم الدينونة. وكذلك أصبح الرّوح القدس محرّك دوافعه. فارتباط الإنسان مع الله الآب والابن والرّوح القدس، ليس سطحيّاً، بل متيناً ويثبت في الموت وإلى الأبد، لأنّ دم المسيح بِرّنا، وروحه تعزيتنا.
والإنسان الجاهل لربّما يسمع أيضاً كلمة المسيح ولكنّه لا يهتم بها كثيراً، لأنّ قلبه ملآن بأفكار ومشاكل، وهو يقبل بعض أفكار ابن الله لبناء حياته، ولكنّه لا يتوب أصلياً ولا يتغيّر خلقياً جذرياً. فيبقى إيمانه سطحيّاً تقليدياً وبدون أعمال محبّة الله. وفي أيام الضيق والشيخوخة، لا يجد هذا الإنسان قوّة وتعزية. فيبتسم الموت له كغول مخيف رغم معموديته، وتتربص دينونة الله به كأسد جائع. فيسقط هذا الإنسان سقوطاً عظيماً، لأنّه قد سمع كلمة الله، ولكنّه لم يفتح نفسه لوسيلة قوّة ربّه حقّاً، بل أهمل فضله.
ولا بدّ مِن إتيان طوفان غضب الله. والدينونة لا شك قريبة. فهل تأسست في المسيح، أو لا زلت معتمداً على نفسك؟ هل ينشئ الرّوح القدس فيك ثمار صلاحه، أو تشبه برميل وسخ مفعماً بالقذارة؟ التجئ إلى المسيح، وتب حقّاً، ليكون وحده ربّك، فتغلب محبّته ذنوبك. أسرع إلى مخلّص العالم، ليخلّصك ويقدّسك ما دام وقت.

الصَّلَاة
أيّها الربّ، نسجد لك لأنّك أصبحت أساس حياتنا، وأصلتنا فيك وغيرتنا وساعدتنا لنسمع كلمتك وندركها. احفظنا في محبّتك وقوّنا في طهارتك وارشدنا إلى حقّك فنثبت فيك ونعمل ما تقول بعونك.
السُّؤَال
كيف نؤسّس بيت حياتنا أميناً رغم كوارث الزمن والدينونة الأخيرة؟