Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
9 - إقامة ابن أرملة نايين
(7: 11 - 17)
7:11وَفِي اٰلْيَوْمِ اٰلتَّالِي ذَهَبَ إِلَى مَدِينَةٍ تُدْعَى نَايِينَ، وَذَهَبَ مَعَهُ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ وَجَمْعٌ كَثِيرٌ.12فَلَمَّا اٰقْتَرَبَ إِلَى بَابِ اٰلْمَدِينَةِ، إِذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ اٰبْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ، وَهِيَ أَرْمَلَةٌ وَمَعَهَا جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ اٰلْمَدِينَةِ.13فَلَمَّا رَآهَا اٰلرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا وَقَالَ لَهَا: «لاَ تَبْكِي».14ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ اٰلنَّعْشَ، فَوَقَفَ اٰلْحَامِلُونَ. فَقَالَ: «أيُّهَا اٰلشَّابُّ، لَكَ أَقُولُ قُمْ».15فَجَلَسَ اٰلْمَيْتُ وَاٰبْتَدَأَ يَتَكلَّمُ، فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ.16فَأَخَذَ اٰلْجَمِيعَ خَوْفٌ، وَمَجَّدُوا اٰللّٰهَ قَائِلِينَ: «قَدْ قَامَ فِينَا نَبِيٌّ عَظِيمٌ، وَاٰفْتَقَدَ اٰللّٰهُ شَعْبَهُ».17وَخَرَجَ هٰذَا اٰلْخَبَرُ عَنْهُ فِي كُلِّ اٰلْيَهُودِيَّةِ وَفِي جَمِيعِ اٰلْكُورَةِ اٰلْمُحِيطَةِ.


وبإرشاد الرّوح القدس ذهب يسوع إلى مدينة نايين البعيدة عن كفرناحوم 50 كيلو متراً. ومعنى كلمة نايين هو ناعمة. ولكنّ الموت هجم على هذه البلدة الجميلة كشبح مستقبح، وأصاب شاباً. وموت الإنسان في ريعان الشباب يعد عند اليهود دينونة إلهيّة (مزمور 55 :24 و102: 25) ومع هذا فقد كان الشابّ وحيداً لوالدته الأرملة. ورجاء عشيرته في استمرار نسلهم. وهكذا حسب موته عقوبة على كلّ بيته. وقد تألّمت أمه قبلاً لوفاة بعلها. فضُربت ضربتين قاضيتين، ورأت في هذه المصائب إعلان غضب دينونة الله عليها. وكانت منسحقة مؤمنة خائفة الله. ورافقها في جنازة وحيدها كثيرون وكثيرات مِن أهل بلدتها، فبكت الأم مدراراً. ولطمت رأسها، وحلشت شعرها. وانطلق موكب الموت إلى القبر المفتوح لتلقّي جثمان الشابّ.
ومعاكساً لهذا الموكب اليائس جاء موكب الحياة برئيس الحياة. ورأى يسوع القلب التائب في الأم، الّذي ما شكا ولا جدّف على الله، بل اشتكى على نفس صاحبته، فبكت بمرارة وندامة. وبكاء التائبة حرّك قلب الله، فقال المسيح لها الكلمة المعزّية: لا تبكي. هذه الكلمة اللطيفة الحانية والقويّة، يقولها ابن الله لكلّ الباكين في العالم، إذا تابوا. لأنّه يأتي إليهم، بملء تعزية قوّة الله الحاضرة في شخصه.
وتقدّم يسوع المسيح بصمت إلى ناحية النعش ولمسه، فوقف موكب الموت. وبعدئذ اتبع المسيح كلمته المعزّية الحنونة بعمله السلطاني الخلاصي. فلم يدع المسيح الله، ليعينه وينصره، بل أمر الميت حالاً باسمه وبسلطانه الخاص: أنا أقول لك قم! فهذه الكلمة اخترقت مملكة الأموات. فسمع الميت دعوة ربّه. فبثت كلمة الخالق قوى الحياة في الجسد الميت فانتصب ولم يحتج لمن يسنده، وعادت روحه ونفسه إليه. وتكلّم وعاش كأنّما هو ما مات قط. فإنّ المسيح قد أقام الشاب مِن تابوته بسرعة، كما يقيم الآب ابنه مِن السرير وهو نائم. إنّ سلطان المسيح عظيم جداً.
والجماهير مِن أتباعه ارتعبت. وأمّا مرافقو موكب الموت فتجمّدوا شاخصين إلى فم المسيح لمّا سمعوا الكلمتين ورأوا إقامة الميت. وشعر الكلّ بحضور الله بينهم. وارتجفوا وعظّموا القدّوس قائلين: حقّاً لقد جاء النبي الموعود مِن موسى (تثنية 18: 15 و18). الّذي يقطع عهداً جديداً مع إلهنا، ويرشد شعبه الضّال إلى الخلاص. وفكّروا أنّ يسوع هو المسيح بالذات، لأنّ كلّ يهودي عالم أنّ إقامة الموتى هي من علامات المسيح. فتجاسر بعضهم وقالوا، إنّ الله نفسه حاضر بيننا في الإنسان يسوع، لأنّه زار شعبه المحتقر. فخبر إقامة الميت انتشر كبرق إلى كلّ النواحي، وأهاج القلوب والعقول.
فيا أيّها الأخ، هل أدركت معنى إقامة الميت بيد المسيح؟ كلّ مَن يدرك هذا ويعترف أنّ يسوع هو ربّ على الموت، عليه بالتجاسر والشهادة ان يقول، إنّه إله حقّ وابن العلي، ممتلئ الرّوح، لأنّ الله وحده، يستطيع إقامة الموتى.
فهل أدركت معنى إقامة الشاب أمام أسوار نايين بالنسبة لشخصك؟ إنّك تشبه الشاب في نعشه، مليئاً بالأفكار الفاسدة والذنوب النتنة. وناشبة فيك بذرة الموت. ولكن الآن. فإنّ يسوع المسيح هو واقف أمامك شخصيّاً ويعترض طريقك إلى القبر المفتوح، ويلمسك قائلاً: أيّها الشاب، إنّي أقول لك قم. فتقوم وتعيش مفعماً بقوّة الله، وتخدم ربّك ومخلّصك شاكراً وحيّاً إلى الأبد.

الصَّلَاة
نعظّمك أيّها الربّ، ونحمدك بغبطة وتهلّل. لأنّك أقمت الشاب في نايين، وأحييتنا مِن موت الخطايا، ومنحتنا الحياة الأبديّة. نسجد لك أيّها المنتصر، ونشرب مِن مياه حياتك. ادع ألوف الشباب مِن أمتنا إلى موكب نصرتك. آمين.
السُّؤَال
كيف أمكن يسوع أن يقيم الشاب الميت؟