Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
10 - وفد يوحنّا المعمدان وجواب يسوع وشهادته بالمعمدان
(7: 18 - 35)
7:18فَأَخْبَرَ يوحنّا تَلاَمِيذُهُ بِهٰذَا كُلِّهِ.19فَدَعَا يوحنّا اٰثْنَيْنِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، وَأَرْسَلَ إِلَى يَسُوعَ قَائِلاً: «أَنْتَ هُوَ اٰلآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟»20فَلَمَّا جَاءَ إِلَيْهِ اٰلرَّجُلان قَالاَ: «يوحنّا اٰلْمَعْمَدَان قَدْ أَرْسَلَنَا إِلَيْكَ قَائِلاً: أَنْتَ هُوَ اٰلآتِي أَمْ نَنْتَظِرُ آخَرَ؟»21وَفِي تِلْكَ اٰلسَّاعَةِ شَفَى كَثِيرِينَ مِنْ أَمْرَاضٍ وَأَدْوَاءٍ وَأَرْوَاحٍ شرّيرةٍ، وَوَهَبَ اٰلْبَصَرَ لِعُمْيَان كَثِيرِينَ.22فَأَجَابَ يَسُوعُ: «اٰذْهَبَا وَأَخْبِرَا يوحنّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا: إِنَّ اٰلْعُمْيَ يُبْصِرُونَ، وَاٰلْعُرْجَ يَمْشُونَ، وَاٰلْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ، وَاٰلصُّمَّ يَسْمَعُونَ، وَاٰلْمَوْتَى يَقُومُونَ، وَاٰلْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ.23وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ».


انتشرت الأخبار عن أعمال يسوع المدهشة، حتّى إلى الزنزانات الدامسة في سجن هيرودس. ويوحنّا المعمدان، الّذي عمّد يسوع، ورأى نزول الرّوح على حمل الله، فكّر كثيراً بالمسيح الممسوح مِن الرّوح. وانتظر متشوّقاً ومرتقباً ظهوره كمنتصر وملك يصلح الأمّة، ويغيّر وجه العالم. وأمل في الوقت نفسه أن يطلقه مِن السجن المميت، لأنّه رأى مستحيلاً أنّ يترك الربّ ساعيه، الّذي ا عترف جهراً به، في الحين الّذي لم يكن أحد من النّاس يعرفه. أي أنّ يوحنّا انتظر بادرة شكر مِن يسوع.
وكلّ أعضاء العهد القديم ارتقبوا المسيح. فبعضهم أرادوه بطلاً سياسيّاً، والآخرون غيوراً متديّناً. فدارت أفكار الجميع حول شخصيّة المسيح المقبل، قاضي الانام، ومقيم الأموات. وقد أراد يوحنّا أن يستدرج يسوع للإعلان والإفصاح عن ذاته بسؤاله عن ذلك، لأنّه آمن به، ولكن بغير ثبات. فأراد إطفاء شكوكه الطافية منه أثناء انتظاره الطويل في السجن العميق.
أمّا يسوع فبشّر وشفى كثيرين مِن النّاس. ونجد هذه الكلمة (كثيرين) مكرّرة في قراءتنا، الّتي تدل على عظمة محبّة المسيح ولطفه الحنون وسلطانه الجبار الّذي لا يكلّ. هل تأمّلت مرّة ماذا يعني أنّ يسوع شفى كثيرين مِن العمي بمجرّد كلمته وبدون عمليّة؟ الخالق وحده يستطيع فتح أعين البشر ومنحهم البصر بعد اللّيل الطويل. تصوّر مقدار الفرح الّذي حلّ في المكفوفين المفتّحين. وكيف عظّم النّاس الله بصوت عال، وكيف تشربت الأعين صورة يسوع وامتصت عذوبته الفائقة المؤثرة، في أعماقها الباطنيّة لأوّل وهلة مِن تفتّحها! فيا أيّها الأخ، هل يكون لصورة المسيح في نفسك أعمق التأثير؟ وهل تراه في محبّته ولطفه وقوّته ورحمته وجهده، كمخلّص العالم وخادم الكلّ؟ هل أصبح المسيح قدوة حياتك وشعار مستقبلك وفاديك المخلّص؟
فأجاب المسيح وفد يوحنّا: أخبروا المسجون كلّ ما ترونه وتسمعونه. لأنّ هذا هو حقيقة ملكوت الله الناشئ بينكم. إنّني لست آتياً بالسيف والمال والشرف، بل بغفران الذنوب وطرد الشياطين وإقامة الموتى. ففكّر أيّها الأخ مرّة أخرى. مَن هو الّذي يغفر الذنوب، ومَن هو الأقوى مِن الشيطان. ومَن ينتزع مِن الموت غنيمته مِن بين يديه. إنّ الله وحده هو القادر على كلّ شيء. والمسيح واقف أمامك في سلطان أبيه، إله مِن إله، نور مِن نور، إله حق مِن إله حق، ذو جوهر واحد مع الآب.
لقد انتظر يوحنّا مسيحاً آخر، بطلاً قاضياً ومدبّراً. ولكنّ المسيح كان المحبّة المتجسّدة. وعظمت قوّته في إيمان الضعفاء. فالمساكين يسمعون الإنجيل، والتصاقهم بالمخلّص يخلّصهم، ويدخلهم إلى ملكوت الله غالباً فيهم تجارب جهنّم. وأوضح المسيح لوفد يوحنّا أكثر، أنّه لا يغيّر الأحوال، بل القلوب في التائبين. ويصالح المستعدين مع الله، ولا يجبر الفاجر إلى الحياة الأبديّة. فمَن يرد الحصول على مخلّص دنيوي. عليه ان يختار القيصر أو الملك أو الزعيم. ويسقط معه إلى الهلاك. ولكنْ مَن يشتاق إلى مسيح سماوي، فهذا يشترك باحتقاره وموته وحياته. ويكون منذ اليوم معه في الفردوس.
لم يطوّب يسوع يوحنّا المعمدان بل كلّ الّذين يقبلون وداعة حمل الله. فكلّ الّذين يطلبون مِن المسيح تقدّماً في الوظيفة والمدرسة والرواتب الزائدة والشهرة، يعثرون سريعاً في المسيح. ولكنْ مَن يتب ولا يرد إلا المحبّة، وينس نفسه، يدخل ملكوت الله ويثبت في قوّة محبّته. هكذا أوقف يسوع يوحنّا أمام الاختيار، ليؤمن بألوهيّته، خصوصاً إن لم يحرّره مِن السجن.

الصَّلَاة
أيّها الربّ، اغفر لنا إن اهتممنا بالأمور الدنيويّة أكثر مِن اهتمامنا بملكوتك وبرّك. افتح أعيننا للطف محبّتك وفرح مجدك، لكي نراك ونسجد لك. ونخبر كلّ النّاس أنّك أنت الربّ الإله، الّذي يقودنا إلى إنكار النفس.
السُّؤَال
ماذا نتعلّم مِن أعمال يسوع واقواله؟