Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
2 - أتباع يسوع الثلاثة المختلفو الأهواء
(9: 57- 62)
9:57وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ فِي اٰلطَّرِيقِ قَالَ لَهُ وَاحِدٌ: «يَا سَيِّدُ، أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي».58فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ اٰلسَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا اٰبْنُ اٰلإِنْسَان فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ».


أثناء رحلته إلى أورشليم لتسليم نفسه للصلب، تكلّم يسوع مع أُناس كثيرين. فأخذ أحد الكتبة بعمق حكمة يسوع، وأراد اتباعه بحماس. لقد وجد فيه المعلّم الموهوب ببصيرة الله، وكان شوقه إلى الحقّ والبرّ صادقاً. ولكنّ يسوع أراه، أنّ طريق ابن الله غير معبّد، وأنّ عشراءه ليسوا مِن أشراف القوم، وانّه لا يملك جاهاً أرضيّاً أو مالاً، بل انّه فقير الحال عرضة للاحتقار والاضطهاد. فقد ترّبص أعداء المسيح الرحّالة به ليقتلوه. فصار ينام في الأحراج والبراري لكيلا يعلم أحد أين هو. وهكذا أصبح خالق الكون أشدّ فقراً مِن الحيوانات المستنفرة. فالثعالب المكّارة حفرت أوجرة حماية لأولادها. ولكنّ ابن الله لم يمتلك بيتاً مصنوعاً بأيدي النّاس. والطيور تطير حرّة في الأجواء وتضع بيوضها في الأعشاش الدافئة، ولكنّ مخلّص العالم لم يجد ملجأً لأتباعه، لأنّه كان بلا وطن، ومرفوضاً مِن أمّته. فمَن يتبعه يصادف في دنيانا احتقاراً مرّاً واغتصاباً لحقوقه الضروريّة في الحياة. فهل تريد اتباع المسيح فيما بعد؟ فكّر جيداً قبل أنّ تقرّر.