Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
النمو الروحي لملكوت السموات (المجموعة الثالثة لكلمات المسيح)
( 13: 1-58)

مثل الزارع
( 13: 1-23)
13:1فِي ذلِكَ الْيَوْمِ خَرَجَ يَسُوعُ مِنَ الْبَيْتِ وَجَلَسَ عِنْدَ الْبَحْرِ، (2) فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ، حَتَّى إِنَّهُ دَخَلَ السَّفِينَةَ وَجَلَسَ. وَالْجَمْعُ كُلُّهُ وَقَفَ عَلَى الشَّاطِئِ. (3) فَكَلَّمَهُمْ كَثِيراً بِأَمْثَالٍ قَائِلاً: هُوَذَا الّزَارِعُ قَدْ خَرَجَ لِيَزْرَعَ، (4) وَفِيمَا هُوَ يَزْرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ عَلَى الطَّرِيقِ، فَجَاءَتِ الطُّيُورُ وَأَكَلَتْهُ. (5) وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأََمَاكِنِ الْمُحْجِرَةِ، حَيْثُ لَمْ تَكُنْ لَهُ تُرْبَةٌ كَثِيرَةٌ، فَنَبَتَ حَالاً إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ عُمْقُ أَرْضٍ. (6) وَلكِنْ لَمَّا أَشْرَقَتِ الشَّمْسُ احْتَرَقَ، وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَصْلٌ جَفَّ. (7) وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الشَّوْكِ، فَطَلَعَ الشَّوْكُ وَخَنَقَهُ. (8) وَسَقَطَ آخَرُ عَلَى الأَرْضِ الْجَيِّدَةِ فَأَعْطَى ثَمَراً، بَعْضٌ مِئَةً وَآخَرُ سِتِّينَ وَآخَرُ ثَلاثِينَ. (9) مَنْ لَهُ أُذُنَانِ لِلسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ. (مر4:1-9، لو8:4-8)


في المجموعة الثالثة من أقوال المسيح، يحدثنا البشير متى بأسلوب المسيح الرائع في كرازته. لقد وضح دستور ملكوت السموات سابقاً في الأصحاح 5-7. وتكلَّم عن نشر هذه المملكة الروحية في الأصحاح 10. ولكن الآن يُظهر أسرار نموها في الأصحاح 13. بنفس الوقت يفسِّر لنا دوافع انفصال الذين يرفضونه.فالأمثال هي جواب للذين يقسون قلوبهم ضد المسيح وأبيه السماوي.
بسَّط يسوع تعليمه بأمثال فائقة تتطلب من المستمع تأملاً وتفكيراً، ومنع أعداءه من فهم مقاصده. وأما خاصته فأوضَح لهم مغزى الأمثلة. لم يتعمق المسيح في تفسيره في أول لقاء يجمعه معهم، بل قدم لهم المبادئ ثم أعقبها بالتفاصيل.
يعبر المثل أحياناً عن أقوال حكيمة مأثورة بقصد التعليم. أما في الأناجيل فإنه بصفة عامة يعبر عن تشبيه أو مقارنة بقصد توضيح بعض الحقائق الروحية السماوية بعبارات مستقاة من الأمور العالمية. كانت طريقة التعليم هذه كثيرة الإستعمال لا بواسطة معلمي اليهود فحسب، بل أيضاً بواسطة العرب وسائر حكماء المشرق. كانت نافعة جداً لأنها كانت مقبولة، استعملها مخلصنا كثيراً، ونزل بها إلى مستوى تفكير الشعب وقوة إدراكهم.
كان عدد المستمعين إليه في كفر ناحوم كبيراً، مما اضطره ليبتعد قليلاً عن الشاطئ في الزورق، كي يراه الجميع ويسمعوه. أما مرافقوه فقد كان امتيازهم أن يسمعوا تعليقاته على الأمثلة بعدئذ على انفراد. بهذه الطريقة أعدَّ الرب تلاميذه لخدمتهم الرسولية والتبشير في المستقبل.
لكن من يسمع كلمته ولا يتبعها، رغم دعوة الله له في قلبه، ورغم الجذب الناعم من الروح القدس، فإنه لا يمكنه سماعها فيما بعد. ويفقد قدرة السمع الروحي رويداَ رويداَ. ويبتعد عن شركة القديسين، ويسقط في خطايا كثيرة باختياره هذا. ويتورط أكثر فأكثر في سلاسل الظلمة، وأخيراً يرفض مخلصه ويجدف عليه ويكرهه محارباً إياه. من لا يفتح نفسه لروح الله طوعاً ويتبع دعوته في ضميره، يمتلئ تدريجياً بروح الشرير الساري فيه بألف طريق. وهكذا يموت فيه آخر استعداد لتسليمه إلى المسيح. من له أذنان للسمع فليسمع.
أين تقف في هذا التطور الروحي؟ هل أنت على الطريق إلى السماء، أو منحدر إلى جهنم؟ المسيح يطلبك رغم خطاياك ويدعوك شخصياً لتقبل كلمته المحيية. فنطلب إليك باسم المسيح: تعال إليه لأنه يحبك، ويجتذبك ويشفيك، وله المقدرة أن يخلِّصك إلى التمام.

الصَّلَاة
أيها الأب، أنت تعرف قلبي. اغفر لي قساوة قلبي ضد محبتك. اجعلني مستعداً لأسمع إنجيلك بشغف، فتنمو حياتي الروحية وأتبع ابنك بلا قيد ولا شرط. ولا أبتعد عنه بل أتعلق به دائماً. فتطهرني قوته، ويقدسني ملء مجدك، كما كل المستعدين لسماع أقوالك في كل حين.
السُّؤَال
أكتب القاعدة للنمو والتناقص الروحي وقم بتفسيرها؟