Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
الإمتناع عن الزواج لخدمة المسيح
(19: 10-12)
19:10قَالَ لَهُ تَلاَمِيذُهُ: إِنْ كَانَ هكَذَا أَمْرُ الرَّجُلِ مَعَ الْمَرْأَةِ فَلاَ يُوافِقُ أَنْ يَتَزَّوَجَ! (11) فَقَالَ لَهُمْ: لَيْسَ الْجَمِيعُ يَقْبَلُونَ هذَا الْكَلاَمَ بَلِ الَّذِينَ أُعْطِيَ لَهُم، (12) لأَنَّهُ يُوجَدُ خِصْيَانٌ وُلِدُوا هكَذَا مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِهِمْ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَاهُمُ النَّاسُ، وَيُوجَدُ خِصْيَانٌ خَصَوْا أَنْفُسَهُمْ لأَجْلِ مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَقْبَلَ فَلْيَقْبَلْ. (1كور7:7)


ارعبت كلمات يسوع عن قداسة ومسؤولية النظام الزوجي التلاميذ، حتى فضّلوا ألا يتزوجوا. فلم يسمح يسوع للرجل أن يتصرّف بامرأته كما يريد بل طلب منه أولا الأمانة والصّبر والحكمة والمحبّة. فالزواج يتطلب مسؤولية ومواظبة وتضحيّة مع انعدام حق الإنفصال أو الطلاق.
عند ذلك بيّن يسوع لأتباعه إمكانية العزوبة، ليس كهروب من أثقال الزواج بل ليتمكن الإنسان من خدمة الله. مع العلم أن الأعزب ليس أقدس من المتزوج، لأن كليهما يعيش من غفران المسيح وبره. لكن إذا سمع واحد، في محبته لمخلّصه، الدعوة للعزوبة الدائمة، فليمتحن نفسه إن كان يريد الخضوع لضبط الروح القدس مطلقاً لكي لا تجربه دوافع جسده إلى الخطيئة. فيوحنا المعمدان وبولس الرسول إختارا طريقة العزوبة. لأنهما لم يعيشا لنفسيهما، بل قدما حياتهما ذبيحة حمد للمسيح. فلا يختار أحد هذه الطريقة إلا من دعاه الله بوضوح، فالقانون الطبيعي هو الزواج في الغفران والخدمة المتبادلة المبنية على محبة المسيح وقوته وعفوه.
أباح المسيح ما قاله التلاميذ "لا يوافق أن يتزوج" لا كاعتراض على منع الطلاق كما قصدوا هم، بل لإعطائهم قاعدة بان من لهم موهبة العفة وضبط النفس ولا يضطرون للزواج يفعلون أحسن إن لبثوا غير متزوجين، لأن غير المتزوج له فرصة، متى أراد، لكي "يهتم فيما للرب كيف يرضي الرب"(1كو7: 32-34) إذ يكون أقل انشغالاً باهتمامات هذه الحياة، وله فراغ أكثر في وقته وعقله للتفكير في الأمور الأفضل. إن الإزدياد في النعمة أفضل من الإزدياد في أفراد العائلة، والشركة مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح تفضل على أية شركة أخرى.
لكن المسيح لا يوافق على منع الزواج، لأن ذلك ضار ضرراً بليغاً جداً "ليس الجميع يقبلون هذا الكلام" نعم، فالقليلون هم الذين يستطيعون، ولذلك وجب حمل صليب الحياة الزوجية. لأن حمله أولى من أن يدفع إلى التجربة ليتجنبوا هذا الصليب "لأن التزوج أصلح من التّحرق"(1كور7: 9).

الصَّلَاة
أيها الرب يسوع المسيح، نحمدك لأنك بقيت أعزباً طيلة حياتك، وعشت دائماً في ضبط النفس، وبذلت حياتك فدية عن كثيرين. إغفر لنا كل نجاسة وميل للشهوة. علّمنا الطهارة والاستعداد للزواج الشريف، لنعيش مقدسين بدمك الطاهر، ونخدم بعضنا بعضاً، ولا نبغض ونطلّق أبداً. إحفظ بقوة محبتك كل الزيجات التي تمت باسمك.
السُّؤَال
ماذا تعني العزوبية في خدمة ملكوت السماوات؟