Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
إعلان يسوع الثالث عن موته وقيامته
( 20: 17-19 )
20:17وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ صَاعِداً إِلَى أُورُشَلِيمَ أَخَذَ الاثْنَيْ عَشَرَ تِلْمِيذاً عَلَى انْفِرَادٍ فِي الطَّرِيقِ وَقَالَ لَهُمْ: (18) هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةِ، فَيَحْكُمُونَ عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ، (19) وَيُسَلِّمُونَهُ إِلَى الأُمَمِ لِكَيْ يَهْزَأُوا بِهِ وَيَجْلِدُوهُ وَيَصْلِبُوهُ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ. (متى16:21؛17:22-23، مر10:32-34، لو18:31-33، يو2:13)


صعد يسوع بملء إرادته نحو أورشليم ليفدي البشر على الصليب. وهو كنبي الأنبياء علم مسبقاً بالأوجاع التي ستحل عليه حتى موته المرير، فأعلن لتلاميذه للمرة الثالثة بدقة وتوضيح أكثر التفاصيل غرابة: ان رؤساء الكهنة وفقهاء التوراة يبغضونه وأتباعه. لكن رغم هذا تقدم مع تلاميذه إلى مركز العدو، عالماً أنه يُسلَّم هناك إلى أيديهم حسب إرادة أبيه، وأنهم سيجدون طرقاً ليحكموا بها عليه بالموت وهو البار. فسيتهمون ابن الله الوديع بالتجديف، دون أن يلاحظوا أنهم هم المجدفون، ويزدادون في الظلم بتقديمهم القُدوس إلى أيدي الأمم المعتبرين نجسين لكي يحتقره اليهود ولا يؤمنوا بعد ذلك أنه المسيح المنتظر الموعود. سيستهزئ الأمم بملك اليهود ويجلدونه بخشونة، ويسمرونه أخيراً على خشبة العار. رأى يسوع كل هذه الحقائق مسبقاً، وأنبأ بها حرفياً، لكيلا يُعثر تلاميذه عند حدوثها، فأعدّهم تدريجياً لنهايته المريرة. لكنه أعلن لهم قيامته المجيدة، التي أنبأ إليها كأنما ببوق الانتصار فوق الضيق واليأس.
أحب يسوع أتباعه ولم يداهنهم أو يحجب عنهم الكارثة المقبلة بل أخبرهم الحقيقة سلفاً لكي لا يضطربوا ولا يفزعوا إذا حلّت عليهم ساعة الظلمة. كل من يفكر في هذه الإعلانات يتساءل: بما أن يسوع عرف مُسبقاً هذه التفاصيل الدقيقة والمُرعبة، فلماذا لم يلتجئ إلى مصر أو لبنان أو عبر الأردن؟ أو لماذا لم يختبئ؟ فمن يفهم أن يسوع أراد بملء إرادته أن يموت عوضاً عنا يدرك ضرورة موته، وأنه لا خلاص إلا بالصليب. فيسوع صعد عمداً مع أتباعه إلى أورشليم.

الصَّلَاة
أيها الرب يسوع، نشكرك لأنك صممت أن تتألم وتستهين وتموت وتقوم لأجلنا، نحن المذنبين النجسين، لننال طهارتك ونتبرر بكفارتك ونخلص من غضب الله لأجل نيابتك ونتصالح مع القدوس لذبيحتك. فكيف نقدر على شكرك؟ إقبل حياتنا ووقتنا وأموالنا لنعظمك أنت والآب السماوي بقوة روحك القدوس. آمين.
السُّؤَال
لماذا لم يهرب المسيح بعدما عرف ما ينتظره في أورشليم؟