Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
صلاة المسيح في جثسيماني
( 26: 36-46)
26:36حِينَئِذٍ جَاءَ مَعَهُمْ يَسُوعُ إِلَى ضَيْعَةٍ يُقَالُ لَهَا جَثْسَيْمَانِي، فَقَالَ للتَّلامِيذِ: اجْلِسُوا ههُنَا حَتَّى أَمْضِيَ وَأُصَلِّيَ هُنَاكَ (37) ثُمَّ أَخَذَ مَعَهُ بُطْرُسَ وَابْنَيْ زَبْدِي، وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ.(38) فَقَالَ لَهُمْ: نَفْسِي حَزِينَةٌ جِدّاً حَتَّى الْمَوْتِ. اُمْكُثُوا ههُنَا وَاسْهَرُوا مَعِي. (متى17:1، يو12:27، عب5:7)


كان المسيح على علم دقيق بما ينتظره من عذاب، لأن خطيئة العالم كلها كانت واقعة عليه، منذ أن تقلّد وظيفة حَمَل الله، ومقتضيات الفداء جعلته خطيئة لأجلنا، وهو الذي لم يعرف خطيئة، لنصير نحن برَّ الله فيه. وقد تجمَّع كل شر العالم على المسيح، قديمه وحديثه، لكنه لم يضعف محبة المسيح، ولم يعطله عن القيام بعمل الفداء، فمات موتنا، وحمل دينونتنا.
بهذا الصراع وسوس الشيطان إلى قلبه. إنه كحامل كل شرور العالم، أصبح مرفوضاً وملعوناً من الله. فأنفت نفسه احتمال الإنفصال عن أبيه، وكإنسان حين يشعر بأنه متروك من والده نهائياً، ارتجف بكل كيانه لأن الإنتزاع من شركة الله الآب يعني الهلاك والجحيم، فحزن يسوع حزناً مراً وارتجف كل جسده. اعترض الشرير طريقه بشبح الموت المخيف وحاول أن يجد سلطة فيه لأجل خطايانا. دخل يسوع إلى طمس ظلمة في حياته وأصبح حزيناً حتى الموت، لم يحزن لأجل موته الخاص بل لأجل موتنا جميعاً، وكان واقفاً أمام الذي له سلطة الموت، ألا وهو إبليس (عبرانيين2: 14).
كان المسيح يعلم يقيناً أنهم متعبون، ولكنّه أراد أن يعلمنا فائدة شركة القديسين. إنه نافع أن نجد معونة إخوتنا في أوقات الشدة، ولذا فإنه من الضروري أن نطلب معونتهم "اثنان خير من واحد" (جا4: 9) إن ما قاله لهم "اسهروا" لا يزال يوجهه للجميع (مر13: 37)، وهو لم يقصد أن نسهر فقط متوقعين مجيئه الثاني بل أيضاً أن نسهر معه في خدمتنا الحالية.
من يدرك عُمق وعظمة آلام يسوع؟ لقد تعبت نفسه لأجلنا، لأنه انتُزع من وحدة الثالوث الأقدس، ليدخلنا نحن إلى عائلة الله. فمن يشكره لذبيحته الكاملة؟ وكيف تتوب عن خطاياك لتثبت في الله؟

الصَّلَاة
أيها الرب يسوع المحب، نشكرك لحزنك الأليم ونحمدك لآلام نفسك، لأنك رفعت خطايانا وخبثنا وحملت دينونتنا والغضب عوضاً عنا. طهرنا من شرنا وقدسنا بروحك القدوس لأننا باطلون وأشرار. لا نستطيع الثبات في صراعنا مع أرواح عصرنا. نطلب منك وأنت المنتصر الحي أن تقودنا في موكب نصرتك في كل حين.
السُّؤَال
لماذا حزن يسوع؟