Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
تكفين المسيح
(26: 6-13)
26:6وَفِيمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ، (7) تَقَدَّمَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ، فَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ مُتَّكِئٌ. (8) فَلَمَّا رَأَى تَلامِيذُهُ ذلِكَ اغْتَاظُوا قَائِلِينَ: لِمَاذَا هذَا الإِتْلافُ؟ (9) لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هذَا الطِّيبُ بِكَثِيرٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ (10) فَعَلِمَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: لِمَاذَا تُزْعِجُونَ الْمَرْأَةَ؟ فَإِنَّهَا قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَناً! (11) لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ. (12) فَإِنَّهَا إِذْ سَكَبَتْ هذَا الطِّيبَ عَلَى جَسَدِي إِنَّمَا فَعَلَتْ ذلِكَ لأَجْلِ تَكْفِينِي. (13) اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ، يُخْبَرْ أَيْضاً بِمَا فَعَلَتْهُ هذِهِ تَذْكَاراً لَهَا. (لو7:36-50، يو12:1-8، تث15:11)


سكبت مريم أخت لعازر قارورة الطيب على جسد المسيح مندفعة بالروح القدس، لتدهنه كما يُدهَن الملوك ورؤساء الكهنة والأنبياء علامة لامتلائهم بالروح القدس، بالمسحة السماوية. كان المسيح في وفاته الممسوح الحق، الذي حلَّ فيه كل ملء اللاهوت جسدياً. لقد تمَّت هذه المسحة للموت بانسجام مع مشيئة الآب، فجرى هذا الرمز بتضحية امرأة بذلت كل كنوز حياتها لتمجيد المضطَهَد المحبوب.
ينبغي أن نحرص على أن لا نظن بأن أي شيء نقدّمه نحن أو غيرنا إلى المسيح إتلاف. ينبغي أن لا نظن بأن الوقت الذي نصرفه في خدمة المسيح إتلاف، أو أن الأموال التي تنفق في الأعمال الروحية إتلاف، لأنها حتى ولو بدا بأنها قد ألقيت على وجه المياه، فإننا سوف نجدها ثانية بعد أيام كثيرة أنها كانت للخير (جا11: 1).
ظن التلاميذ أن الطيب قد اتلف بسكبه على رأسه. اما هو فقال لهم "إن سكب مثل هذا الطيب على جسد ميت حسب عادة بلادكم لما اغتظتم ولما اعتبرتم الأمر إتلافاً". والواقع أن هذا ما حصل، فالجسد الذي دهنته هذه المرأة في حكم الميت، ولهذا فإن عملها إنما تم في وقته لهذه الغاية فكان ينبغي أن تأخذوه على هذا الوجه بدلاً من أن تدعوه إتلافاً.
لم يكن تلاميذ المسيح آنذاك ممسوحين بالروح القدس بعد، فاعتبروا أن سكب قارورة الطيب هو إتلاف، قائلين: كان من الأفضل بيعها، وإنفاق ثمنها على الفقراء الجياع. لكن المسيح مدح عمل مريم بمدح إلهي، وجعل خدمتها شهيرة كمقدمةٍ لصلبه ودفنه.
بعدئذ أوضح يسوع بجملة قصيرة أن تخيلات الأحزاب وآمال المذاهب كاذبة لأن الفردوس والمساواة لا تأتي بسهولة على الأرض. فالفقر لا يُمحى من دنيانا، لأن القلوب تبقى قاسية إن لم تلن بمحبة الله والإيمان بالمسيح. وبما أن الجماهير لا ينفتحون لروح المسيح، فلا ينتهي الضيق في العالم، بل تنفق الشعوب الملايين على الطائرات والصواريخ والدبابات والقنابل، بينما يموت الملايين جوعاً!

الصَّلَاة
أيها الرب يسوع، نحمدك لأنك سمحت للمرأة أن تدهنك بالزيت الثمين كمسح لموتك النيابي عنا، ودفنك القريب. نشكرك لأنك نخست قلوب تلاميذك الذين نظروا إلى ثمن قارورة الزيت ولم يفهموا أن ساعتك كانت قريبة. لقد أعلنت لنا أن الفقراء معنا في كل حين، وحرضتنا على خدمتهم عوضاً عنك، وأنت مُتَّ من أجلهم أيضاً، لكن لم يعرفوا ولم يستوعبوا هذا البعد. ارشدنا لكي نساعدهم بحكمة حسب الروح القدس والجسد ليمتلئوا بروح لطفك ومحبّتك.
السُّؤَال
ماذا تعني عبارة "الفقراء معكم في كل حين"؟