Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
أمر المسيح بالتبشير لجميع الأمم
28:19فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ... (متى24:14، مر16:15-16،2كو5:10)


إذا أراد أحد أن يطيع أمر المسيح هذا، يحتاج إلى إرشاد من روح الرب، وربما تسأل: إلى من أذهب؟ فلا أحد يهتم بالإنجيل أو يتوق إلى كلام الله. يجيبك الراعي الصالح "اطلبوا تجدوا، اسألوا تعطوا، اقرعوا يفتح لكم" إذ يحق لك أن تلتمس من المخلّص إرشادك إلى من أعدّ الروح القدس قلبه، وإن وجدت أحد طلاب الحق، فاسمع إلى أفكاره أولاً حتى يشعر بضيقاته وآلامه، ولا تقدم له أجوبة جاهزة، بل أطلب من يبسوع أن يرشدك إلى ما يريد هو أن تقوله إلى هذا الطالب. أطلب الكلمة المناسبة للشخص المعين في الوقت الخاص، وإذا كنت جباناً في تبشير الشخص الذي أراك إياه يسوع، فاطلب من الرب الغلبة على خجلك وخوفك وكل ما يقف أمامك حاجزاً في التبشير وإيصال الرسالة وإتمام وصيّة المسيح. لا تنس أن صلاتك لأجل هذا الإنسان قبل وأثناء وبعد التقائك به، ينبغي أن تهتم به أكثر من اهتمامك بالعبارات والمصطلحات المستعملة.
كانوا شغوفين جداً بوجود المسيح معهم بالجسد، ويرسلهم لخدمة أخرى "كما يحرك النسر عشه وعلى فراخه يرف" (تث32: 11) لكي يدفعها للطيران، هكذا يحرك المسيح تلاميذه لكي يتفرقوا في كل أرجاء العالم.
كل من يريد أن يربح المستمعين، لا بد أن يقدّم لهم شيئاً يجذبهم ويشتاقون إليه ويسعون وراءه بدون تردد. فالطلاب في الجامعات يصغون إلى الأستاذ الذي هو شخصيّة محترمة، يقدم لهم رسالة قوية ومفيدة. للمسيحيين رسالة ممتعة ومثيرة وقيّمة، إذ يعرفون الله، هو أباهم الذي يعتني بهم، واختبروا يسوع الذي خلّصهم من الموت والخطيئة ومن الخوف، لأنه غفر خطاياهم جميعها. والروح القدس يعزّيهم مانحاً لهم محبّة وفرحاً وسلاماً وطول أناة وإيمان ولطف وعفّة، ولنا رجاء حي بقيامة المسيح من بين الأموات. نترقّب عودته عن قريب، فعندك معنى للحياة وهدف للمستقبل. فلست ضالاً بل وُجدت، لذلك تخلّ عن عدم يقينك وتحمّسك بما منح إياه يسوع، وقدّم إنجيله لمن يرشدك إليه الرب، لأنه غرس فيك الحياة الأبدية، إذا آمنت برئيس ومانح الحياة.
دفع المسيح للمؤمنين به قوة لينشروا الإنجيل في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط أولا، ثم أرشدهم إلى بلاد الفرس وبعد ذلك تقدّم موكب انتصار المسيح إلى أوربا وآسيا الوسطى إلى أن بلغ الصين. وبعد اكتشاف أمريكا وطريق البحر نحو الهند، فتح المسيح الحي كل البلدان لتسمع إنجيله، وأولاد إبراهيم اليوم وكل البلدان الشيوعية تسمع للرّسالة السّماوية. الجدير بالذكر أن رسالتنا وصلواتنا وتبرعاتنا وكل مؤمن منا مدعو إلى الجهاد الروحي.

الصَّلَاة
أيها المعلم الأعظم، قد قبلتنا تلاميذك وأعلنت لنا إنجيلك المفعم بالقوة والحكمة والإرشاد، غيرتنا لنطبق ما علمتنا. سامحنا إن كنا كسالى في حفظ دروسنا واغفر لنا إن لم نتقدّم إلى الجهال الذين لا يعرفون قوة الله الآب والإبن والروح القدس. ساعدنا أن نشركهم بمعرفتك وقوتك ومحبّتك وسلامك حتى يدركوا بأنك مخلّصهم، ويعرفوا الآب السّماوي بقوة روحك القدّوس.
السُّؤَال
كم بالمئة من سكان الأرض لم يسمعوا الإنجيل بعد، وأين يكمن دورك في هذا ؟