Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
معمودية المسيح
(3: 13-15)
3:13حِينَئِذٍ جَاءَ يَسُوعُ مِنَ الْجَلِيلِ إِلَى الأرْدُنِ إِلَى يُوحَنَّا لِيَعْتَمِدَ مِنْهُ. (14) وَلكِنْ يُوحَنَّا مَنَعَهُ قَائِلاً: أَنَا مُحْتَاجٌ أَنْ أَعْتَمِدَ مِنْكَ، وَأَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ! (15) فَقَالَ يَسُوعُ لَهُ: اسْمَحِ الآن لأَنَّهُ هكَذَا يَلِيقُ بِنَا أَنْ نُكَمِّلَ كُلَّ بِرٍّ حِينَئِذٍ سَمَحَ لَهُ. ( أنظر مرقس1:9-11؛لوقا3:21-23؛ يوحنا1:21-23)


جَمع يوحنا المعمدان في وادي نهر الأردن التائبين من الشعب. وهم كالأرض المفلوحة لزرع الإنجيل الآتي. هؤلاء المنكسرون في قلوبهم هم الذين اختارهم الله ليكونوا دعائم كنيسة المستقبل. فلم يبدأ تاريخ جماعة الله في الهيكل الفخم، بل في البرية الجرداء.
فجأة أتى يسوع من الناصرة ماشياً مسافة يومين إلى يوحنا وإلى الشركة مع التائبين. وبدا لأول وهلة من التقائهما أن يوحنا نبي حق، لأنه عرف يسوع في جوهره. فأكثرية الناس لا يعرفون يسوع ابن مريم كما هو. لكن الذي له عين ممسوحة من الروح القدس يُدرك مُعطي هذا الروح للمؤمنين.
لقد أتى يسوع ليعتمد. أما المعمدان الذي دعا كل خاطئ للمعمودية والانكسار رفض أن يعمّد الناصري، لأنه أدرك قداسته واعترف بصوت عال: إن يسوع هو الإنسان الوحيد الذي لا يحتاج إلى تطهير نفسه، ولا إلى تغيير ذهنه، ولا إلى حياة جديدة، لأنه بلا خطيئة. فيسوع هو القُدُّوس، والقُدُّوس هو الله بذاته. اعترف يوحنا بألوهية يسوع من أول لحظة التقاه فيها.
وفي حضور المسيح أدرك المعمدان صغره وخطاياه الخاصة وضرورة معمودية نفسه، فطلب من يسوع أن يعمده بروحه القُدُّوس. هكذا انكسر المعمدان أمام ربه واستسلم له مُسَلِّماً بهذا التواضع جماعته التائبة للمسيح.
عارض المسيح أفكار المعمدان، وأوضح له بعد بحث أنه لم يأت ليدين، بل أن يُدان هو نيابة عن كل الناس. لذلك لم يظهر المسيح منذ بداية خدمته ملكاً معتدّاً أو نبياً منذراً، بل كحمل الله الوديع الرافع خطيئة العالم، والمستعد لحمل دينونة الله عوضاً عنا.
لم يبق يسوع متعالياً فوق الخطاة ومنعزلاً عنهم في السماء، إنما نزل إلى ماء التوبة. وحمل خطايانا عوضاً عنا. هكذا ابتدأ يسوع طريقه إلى الصليب من أول يوم في خدمته، عالماً أنه لا يوجد سبيل آخر لتبريرنا ولخلاص العالم. إن ذبيحته تعلن بر الله تماماً لأن بواسطتها أثبت القُدُّوس بره رغم أنه برر الخطاة مجّاناً، إذ أكمل دينونتنا في ابنه الوحيد، في المسيح وحده تتم كل مطالب بر الله.
كان يوحنا مطيعاً لربه، اظهر التوبة بخضوعه ونزل مع يسوع إلى الماء وغطَّسه فيه. أتاح المسيح ليوحنا أن يشترك في إتمام مشورة الله لما قال له: «هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر». بهذه المشاركة أكرم المسيح المعمدان لأمانته إكراماً عالياً. واستخدمه معاوناً في تكميل بر الله.
وأنت أيها القارئ، إنك مدعو من الرب أن تشترك في نشر الخلاص الإلهي بإيمانك، وأن تقدم بره إلى المتعطشين من خلال شهادتك في محيطك.
وجدت معمودية المسيح في الأردن كمالها في الصليب، عندما مات المصلوب في طوفان غضب الله عنا، لأن الغرق في الأردن كان الدليل على الغرق في غضب الله. أما خروجه من الماء فيشير إلى قيامته من الأموات.
هكذا تغير معنى معمودية يوحنا الأصلية إذ ليست دينونة فقط بل الطريقة المعينة من الله إلى الحياة الأبدية، ويريد المسيح أن يمنحنا حياته.

الصَّلَاة
نسجد لك يا حمَل الله القُدُّوس، لأنك حملت خطيئة العالم. احتملت دينونة الله عوضاً عنا. افتح أعيننا لمحبتك العظيمة وخلاصك، لنتبرر ونشترك في برك حقا، ونعترف باسمك حتى يتبرر كثيرون من أصدقائنا، كما أننا لا نعرف براً آخر إلا فيك. الصلاة:
السُّؤَال
لماذا اعتمد يسوع في الأردن رغم براءته؟