Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
سلطان المسيح على المغفرة والشفاء
( 9: 1-8)
9:1فَدَخَلَ السَّفِينَةَ وَاجْتَازَ وَجَاءَ إِلَى مَدِينَتِهِ. (2) وَإِذَا مَفْلُوجٌ يُقَدِّمُونَهُ إِلَيْهِ مَطْرُوحاً عَلَى فِرَاشٍ. فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ إِيمَانَهُمْ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: ثِقْ يَا بُنَيَّ، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ(3) وَإِذَا قَوْمٌ مِنَ الْكَتَبَةِ قَدْ قَالُوا فِي أَنْفُسِهِمْ: هذَا يُجَدِّفُ! (4) فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ، فَقَالَ: لِمَاذَا تُفَكِّرُونَ بِالشَّرِّ فِي قُلُوبِكُمْ؟ (5) أَيُّمَا أَيْسَرُ، أَنْ يُقَالَ: مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ: قُمْ وَامْشِ؟ (6) وَلكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لابْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا، حِينَئِذٍ قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: قُمِ احْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ! (7) فَقَامَ وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ. (8) فَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعُ تَعَجَّبُوا وَمَجَّدُوا اللّهَ الَّذِي أَعْطَى النَّاسَ سُلْطَاناً مِثْلَ هذَا. (خر34:6-7، مز103:3، مر2:1-12، لو5:17-26)


المسيح هو المنتصر على الأمراض وعناصر الطبيعة والأرواح الشريرة، وهو أيضاً غافر الذنوب. وفي الحوادث المذكورة آنفاً، نرى أن الخطايا عامة هي سبب الأمراض والفوضى والموت، لأنها تفصلنا عن الله وسلامه. فكل من يعيش بعيداً عن ربه يخطئ. أوضح لنا الرسول بولس أن الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله الموهوب للبشر منذ البدء.
أبصر المسيح ضمير المريض المبكت، فلم يشأ أن يشفيه إلا بعد محو ذنوبه، لكنه لا يغفرها له إلا إذا فتح الخاطئ نفسه تماماً للعلاج. فتكلّم المسيح عن الغفران وسلطانه المُطلق للعفو. وعندما شاهد إيمان أصدقاء المريض الأربعة الذين حملوه إليه، وتيقَّن من ثقة المفلوج، سمَّاه ابنه بالإيمان، وغفر، بكلمته القوية، خطاياه وطهّره من آثامه. فصار المذنب في الحال بريئاً، وابناً لله بالنعمة.
أمر المسيح المريض أن يحمل فراشه لكي يبين أنه قد شفي شفاءً كاملاً، وأنه لم يعد بعد في حاجة أن يُحمل على فراشه، بل أنه قد أصبح لديه من القوة ما يمكنه من أن يحمل هو فراشه بنفسه. أمره بالذهاب إلى بيته، ليكون بركة لعائلته التي كان عبئاً ثقيلاً عليها مدة طويلة. لم يأخذه معه للعرض كما يفعل في مثل هذه الحالة من يطلبون مجداً من الناس.
ما أعظم محبة المسيح الظاهرة في غفران الخطايا. هل حررك المسيح بكلمته من كل ذنوبك؟ الجواب على هذا السؤال أهم من الديبلومات والشهادات والامتحانات في حياتك. ولتتأكد من غفران خطاياك، انظر إلى المسيح المصلوب الذي حمل خطاياك، ومات ذبيحة الكفارة لأجلك. من يؤمن به يتبرر، ومن يفتح نفسه لمحبته يختبر الخلاص في قلبه.
لما غفر المسيح لهذا المفلوج المطروح أمام قدميه، ندّدَ به خبراء التوراة واغتاظوا واتهموه بالتجديف، لأنهم لم يؤمنوا بألوهيته، واعتبروه متعدياً مستحقاً الرجم. عرف يسوع أفكارهم، فهو يدرك تمام الإدراك كل ما يجول في خاطرنا. إن كانت الأفكار خبيثة ومستورة عن عيون الجميع، فهي مكشوفة وعريانة أمام المسيح الكلمة الأزلي، وهو يفهمها من بعيد.
عندئذ لم يعلن المسيح لهم أنه ابن الله القدير، بل سمَّى نفسه "ابن الإنسان"، ليبدأوا التفكير بالأعجوبة الكبرى. إن سلطان الله حلَّ في هيئة الإنسان الخادم الشافي المخلّص.
لم يرفض المسيح أعداءه، بل برهن لهم أن لابن الإنسان الحق والمقدرة لمغفرة الخطايا، وذلك بإعلانه شفاء المفلوج مسبقاً. عندما التفت المسيح إلى السقيم دخلت من كلمته الإلهية قوة إلى جسد المريض، فشعر هذا الأخير بانتعاش وتجديد، وقفز وركض وحمل سريره، رمزاً لسلطان المسيح العظيم.
ليتنا نحمل بعضنا بعضاً لكي يعالجنا يسوع، وننال غفران خطايانا وشفاءً من شللنا الروحي، فتقيمنا قوة المصلوب إلى حياة ممتلئة الحركة والخدمة، ونسعى في سبيل الناصري شهادة لعظمة سلطانه.

الصَّلَاة
أيها الآب، نهلل لك لأن ابنك غفر خطايانا ومحاها على الصليب نهائياً. نعظّمك ونسجد لمحبتك ملتمسين منك خلاص الضالين الذين لم يعرفوا بعد خلاص ملكوتك. نذكر أمامك الجياع إلى البر في محيطنا، ونذكر أسماء العمي أمام محبتك. لا تغفل عن دعائنا، بل اشف وخلّص وارحم الآن.
السُّؤَال
كيف غفر يسوع الخطايا للمفلوج؟