Skip to content

Commentaries
Arabic
فيلبي
  
1:18... بَلْ سَأَفْرَحُ أَيْضًا19لأَِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ هَذَا يَؤُولُ لِي إِلَى خَلاَصٍ بِطَلْبَتِكُمْ وَمُؤَازَرَةِ رُوحِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ20حَسَبَ انْتِظَارِي وَرَجَائِي أَنِّي لاَ أُخْزَى فِي شَيْءٍ بَلْ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ كَمَا فِي كُلِّ حِينٍ كَذَلِكَ الآنَ يَتَعَظَّمُ الْمَسِيحُ فِي جَسَدِي سَوَاءٌ كَانَ بِحَيَاةٍ أَمْ بِمَوْتٍ.


فرِح بُولُس وسط التوتّر وتشابك الأفكار قبيل محاكمته النهائية، وتمنّى مِن ل قلبه أن يَمثُل أمام القيصر شخصيًّاً، ليعلن له اسم الرَّبّ يَسُوع غالب الموت وقاهر الشَّيْطَان. وكان بُولُس متأكّداً أنَّ نتيجة الحكم ستكون لمصلحته. لأنّه لا يمكن أن ينزل عليه حكمٌ إلاَّ بإرادة ربّه.
وعلم الرَّسُول أنَّ أهل كَنِيْسَة فِيْلِبِّي صلَّوا بأمانة لأجله. وتيقَّن أنّ الرُّوْح القُدُس شخصيًّا قوّاه، وخدمه، وأرشده، وملأه بمواهب وفرح.
وسمّى بُولُس الرُّوح الإلهي في هذه المناسبة روح يَسُوع المَسِيْح، لأنَّ وحدة الأَقَانِيْم الثلاثة لا ريب فيها. فالرُّوْح القُدُس كان صميم يَسُوع نفسه. وأدرك أنَّه لن يتركه وسط سجنه، بل هو حالٌّ فيه. فاطمأنَّ الرَّسُول، عالماً أنه لا يحدث شيء بدون علم وإرادة ربّه الَّذي هو عبده المطيع.
ولم يرجُ بُولُس، في الدَّرجة الأولى إطلاقَه مِن السجن، بل أن تثبت شهادة سلوكه بلا لوم، ولا يفشل نتيجة الضغط والتَّعذيب والمكايد، فيُقلِّل مِن مجد اسم يَسُوع. كانت له أمنيةٌ واحدةٌ، أن يُعظِّم المَسِيْح في حياته وموته. وهذا تماماً عكس الاستكبار. فماذا في نيَّتك؟ أن تُعظِّم اسمك أم اسم المَسِيْح؟ يشاء الرُّوْح القُدُس أن يقودك وجميع المُؤْمِنِيْن إلى تمجيد المصلوب الحيّ، لأنَّه هُوَ الْخَرُوفُ الْمَذْبُوحُ المستحقُّ أَنْ يَأْخُذَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ.
عزم بُولُس أن يمجِّد المَسِيْح بجسده، وليس بإيمانه وأفكاره وعواطفه فقط. فكان جسده محبوساً، ولكنَّ نفسه وأفكاره كانت حرّةً في المَسِيْح طاهرةً مقدَّسةً. فلم يعتبر بُولُس جسدَه، كالفلاسفة اليونان، شيئاً ضئيلاً دنساً، بل وجد فيه وسيلة لتمجيد اللّه، حتّى كتب لأهل رومية الكلمة الشَّهيرة: "أَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ."
وقد رأى بُولُس طريقتين لتعظيم المَسِيْح بجسده: بثمار حياته، وبشهادة موته. فالحياة تعني عند الرَّسُول ملء الثمار بقوَّة الرُّوْح القُدُس. واعتبر الموت تتويجاً لسيرة إيمانه بالمقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ الَّذي أقامه معه عندما اتّحد به مؤمناً. فدينُنا هو دين الحياة، ونحن لا يُخيِّم علينا تشاؤم الموت، لأنَّ المَسِيْح قد أحيانا بحياته، ففقد الموت رعبه أمامنا.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوْع المَسِيْح، المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ الحي والحاضر معنا والسَّاكن فينا. نشكرك لأنَّك لم تتركنا في ساعات الخطر، ولا تتركنا في ساعة الموت، أو عند توجيه التُّهَم الكاذبة إلينا. فلا يحدث لنا شيءٌ إلا بموافقتك. أنت ربّنا، وروحك يُعزّينا. قد أحييتَنا، فالموت لا يستطيع إلينا سبيلاً.
السُّؤَال
لماذا تيقَّن بُولُس أنَّ أيَّ حكمٍ تصدره المحكمة سيكون لمصلحته؟