Skip to content

Commentaries
Arabic
فيلبي
  
2:14اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ15لِكَيْ تَكُونُوا بِلاَ لَوْمٍ وَبُسَطَاءَ أَوْلاَداً لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيلٍ مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ


بعدما علّم بُولُس كَنِيْسَة فِيْلِبِّي نظرياً كيف تؤثّر النِّعْمَة الإلهية في إيماننا وحياتنا وتنظِّمهما مبدئياً، أوضح لهم كيف يتحقّق العيش حسب الإِنْجِيْل عمليّاً. فإن قبلنا عمل قدرة اللّه الآب فينا، فإننا عِِنْدَئِذٍ ننكسر لكبريائنا ونخضع لإرشاده طوعاً، ولا نعمل شيئاً بدونه. فالتَّوَاضُع يتوقّف على البصيرة، إنَّ اللّه هو القادر على كلّ شيء. وهو يحبّ الخطاة، ويمنحهم الهدى. فندرك أنَّ المَسِيْح المخلِّص هو ضابط الكل. فلا يحدث شيءٌ في حياتنا بدون إرادته. عِِنْدَئِذٍ نمارس واجباتنا في كلّ حين بلا تذمر ولا تقلقل، واثقين أنَّ الرَّبّ يهتمّ بنا كلّ الاهتمام، ولا يطلب منّا فقط أن نُتمّم بعض الواجبات بدون تذمّر، بل أن نتمّم جميع خدماتنا وتصرفاتنا وأعمالنا بلا معارضة أو حقد أو خصام.
فهل أنت تتذمَّر مِن الناس والأوضاع في مهنتك المرهقة، أو مدرستك الظالمة، أو عائلتك المتعبة، أم سلّمت أثقالك ومشاكلك مصلياً إلى المَسِيْح، وانتظرت منه جواباً حالاً، وحلاً عملياً، ورؤية مباركة؟ فالمؤمنون يغيّرون الأوضاع، ليس بفتنة أو شدّة، بل بصبر وصلاة.
ولقد أوصى بُولُسُ، مراراً في رسائله، العبيدَ الَّذين اشتراهم أسيادهم مِن السوق وأخضعوهم لمشيئتهم سالبين إيَّاهم حرّيتهم، أن يمارسوا أعمالهم بلا دمدمة، ليبرهنوا للعالم الملحد أنهم "في المَسِيْح" صاروا أحراراً في الرُّوح، لأنَّه حرّرهم وجميع أتباعه مِن عبودية الذنوب، ومِن سجن الكبرياء، ووهب لهم وداعة وصبر تواضعه، ليعيشوا بلا لوم، ككهنة ملوكيين، مصلّين، ومبتهلين في سلام وفرح القلب، وسط الكدّ والشتائم والعذاب. فلا يخدمون بخداع ومرارة، بل كأنَّما يخدمون الرَّبّ يَسُوع نفسه بمحبَّةٍ وإخلاصٍ.
ومَن ثبت في مشيئة اللّه الآب، وأنكر نفسه الخاصّة وأمات أنانيته، فقد تغيّر وصار ابناً للّه مختاراً مِن جيل دنيانا الملتوي إلى ملكوت السماوات.
ينفِّذ الإنسان إرادته الخاصّة عادةً بعنفٍ وحيلة. ويشترك هكذا في المرض العقلي كاليهود، الَّذين تذمَّروا في البرية، وثاروا ضدّ طرق اللّه، فلم يدخلوا الرَّاحة. وأمَّا بُولُس فقد علَّمَنا الثَّبَات في هدى محبَّة اللّه في جميع مراحل حياتنا، كيلا نخور ونضعف كأَهْلِ العَهْد القَدِيْم.
هل تعيش راضياً وقنوعاً في إرشاد اللّه ومحبّته، أم تخدم أمانيك وشهواتك كعبدٍ لأنانيتك؟ هل تخدم اللهَ والناس، شاكراً هذا الامتياز الإلهي، أم تتذمر بمرارة معارضاً طرق الرَّبّ؟ إنَّ إجابتك لهذين السُّؤالَين تُحدِّد نوعيتك. فإمَّا أن تُشرِق ككوكب متلألئ في عالم البغضاء، مفعماً بقوَّة الرُّوْح القُدُس. أو أن تكون مُظلماً كعالمنا المظلم، حاقداً منتقماً خدّاعاً.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوْع المَسِيْح، أنت رَبُّ الأَرْبَاب والقادر على كلّ شيء. سامحني إن تذمّرت مِنَ الطقس أو السياسة، أو عارضت أفكارك وهداك في بيتي ومهنتي. غيّر ذهني وإرادتي، لكي أتواضع وأصبح وديعاً مثلك، وأحتمل جميع الناس، في مدرستي، وكنيستي، وعائلتي. اقلب قلوبهم وبدِّل شعورهم الباطني، لكي يكونوا أولاداً لأبينا السَّمَاوِِيّ ممتلئين بتواضعك ولطفك. آمين.
السُّؤَال
لماذا طلب بُولُس مِن الناس أن يعملوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ ؟