Skip to content

Commentaries
Arabic
فيلبي
  
2:16مُتَمَسِّكِينَ بِكَلِمَةِ الْحَيَاةِ لاِفْتِخَارِي فِي يَوْمِ الْمَسِيحِ بِأَنِّي لَمْ أَسْعَ بَاطِلاً وَلاَ تَعِبْتُ بَاطِلاً.17لَكِنَّنِي وَإِنْ كُنْتُ أَنْسَكِبُ أَيْضًا عَلَى ذَبِيحَةِ إِيمَانِكُمْ وَخِدْمَتِهِ أُسَرُّ وَأَفْرَحُ مَعَكُمْ أَجْمَعِينَ.18وَبِهَذَا عَيْنِهِ كُونُوا أَنْتُمْ مَسْرُورِينَ أَيْضًا وَافْرَحُوا مَعِي.


يُعلِّمنا الكِتَاب المُقَدَّس أنَّ الإنسان الطَّبيعي ليست عنده قوَّة روحيّة إيجابيّة، فلا يقدر أن يطيع اللّه حقّاً. وحتَّى المؤمن ما كان في وسعه أن يعيش متواضعاً بدون النَّظَر اليوميِّ إلى المَسِيْح والثَّبَات فيه. واستمداد هذه القوَّة يتمّ عملياً بالتعمّق في الإِنْجِيْل والصلوات المتواصلة. فلقد خَلق الخالق عالمنا بكلمة قدرته. والمَسِيْح هو الكلمة المتجسِّد، الواهب الحَيَاة الأَبَدِيَّة لنا. فالَّذي يفتكر أنَّ فلسفة ما أو ديناً أو علماً ينيره في معرفة اللّه ويمنحه قوَّة بنّاءة، هو مسكين خادع نفسه. لأنَّ كلمة المَسِيْح وشهادة رسله هما وحدهما اللذان يخلقان فينا الحَيَاة الأَبَدِيَّة. اعكف على قراءة كلمة اللّه يوميّاً، وأصغِ إلى صوت روحه القُدُّوْس، فتحلّ فيك قوَّة مِن العالم غير المنظور تُغيِّر قلبك ومشاعرك المتمردة إلى محبَّة وحنان.
وهذا هو فخر الرسل، إنَّهم نقلوا إلينا بتعب كلمة اللّه الصحيحة كما بشَّرنا المَسِيْح شخصيّاً. ولولا شهادتهم، لما حصلنا على الحَيَاة الأَبَدِيَّة. فسفراتهم المتعبة واضطهاداتهم المرَّة، حملت لنا الخلاص.
ولكنّ شهاداتهم لا تعني كلمات وتعليمات فقط. بل هي مبنية على التَّضْحِيَة وشهادة الموت. لأنَّ مَن يخدم الإِنْجِيْل يُنكر ذاته، ويَمُتْ عَن الأنا وسط الاستهزاء والرفض العام. وعِِنْدَئِذٍ تحبّ أعداءك، وتصلّي لأجل المتمرّدين، لأنَّ رئيس الكهنة يَسُوع دعاك لممارسة الشكر والابتهال لأجل جميع العصاة والخطاة. وهذه الخدمة تُعتبر الذبيحة الإيمانية اليومية والتسابيح المرضيّة عند اللّه. فاشهد للبعيدين عن الخلاص، وأدْخِلهُم رحابَ المَسِيْح، فتمارس بذلك الطّقوس المقبولة عند اللّه.
واعتبر بُولُس موته بسفك دمه بالسيف والحكم عليه بالإعدام أمراً متوقَّع الحدوث. لكنَّه سمّى قَتْلَه ذبيحةً صغيرة بسيطة، كذبائح الشّرب الَّتي كانت تُسكَب على المذبح في العَهْد القَدِيْم، إلى جانب المحْرَقات الرسميّة الكبرى. فاعتبر الذبيحة الكبرى هي موت المُؤْمِنِيْن عن الأنانية، وكفاح إيمانهم في فِيْلِبِّي. وأمَّا موته فلا شيء. ما أعظم هذا التَّوَاضُع!
وقد فرح بُولُس لبذل المُؤْمِنِيْن حياتهم للمَسِيْح في خدمة المحبَّة. كما سرّه موته هو لمجد الرب؛ فطلب إليهم الفرح والغبطة، وليس البكاء واللطم. وهذه النظرة إلى الموت تختلف كل الاختلاف عن العادات والتقاليد الشَّائعة عند أكثريّة النّاس، الَّذين يولولون عند الوفاة. فبُولُس يحضُّنا جميعاً على التَّسليم الكُلِّي لمشيئة الآب السَّمَاوِِيّ، ولخدمة المَسِيْح، في حياتنا الدنيوية، ويؤكِّد لنا أنَّ الموت هو مناسَبةٌ للفرح والابتهاج لا للحزن والبكاء.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الآبُ، نعظّمك لأنّ كلمة ابنك جعلتنا أحياء في الرُّوْح القُدُس، فلا نموت إلى الأبد، بل قد انتقلنا إلى الحياة فيك. أَسْمِعْنَا صوتَ كلمتك يومياً، كي نمارس محبّتك في التَّضْحِيَة والابتهال والاهتمام بالناس مِن حولنا. نشكرك لأجل جهود الرسل الَّذين ضحَّوا بحياتهم في سبيل نقل رسالة الخلاص إلينا. آمين.
السُّؤَال
ماذا اعتبر الرَّسُول قتلَه بالسَّيف بالنسبة لخدمة الكَنِيْسَة؟