Skip to content

Commentaries
Arabic
فيلبي
  
4:8أَخِيرًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ فَفِي هَذِهِ افْتَكِرُوا.9وَمَا تَعَلَّمْتُمُوهُ وَتَسَلَّمْتُمُوهُ وَسَمِعْتُمُوهُ وَرَأَيْتُمُوهُ فِيَّ فَهَذَا افْعَلُوا وَإِلَهُ السَّلاَمِ يَكُونُ مَعَكُمْ


أرشد بُولُس كنيستَه إلى تحقيق محبَّة اللّه وفرحه وسلامه في حياتها اليوميَّة، وإلى الثَّبَات في جوِّ السَّمَاء وسط فوضى دنيانا؛ فحثَّ كنيسته على العيش مع البشر الَّذين لا يعرفون المَسِيْح ولا يحبّونه. فبُولُس لم يرفض الفضائل الإِنْسَانِيّة، ولكنَّه لم يأمر بتنفيذها، بل قال: "افْتَكِرُوا فيها أوَّلاً، وامتحنوا مقياس الناس، وقارنوا مبادئهم بأثمار الرُّوْح القُدُس.
يَعرف الناس عادةً في أعماق قلوبهم مَا هُوَ حَقٌّ وعادلٌ وشريفٌ وطاهرٌ ونبيلٌ. مع العلم أنَّ بُولُس بدأ قائمة الفضائل بالحَقِّ الَّذي هو أساس جميع الصِّفات الحسنة، بينما يطلب الفلاسفة والشعراء ومؤسّسو الأديان، بخطبهم الملتهبة، أن يعيش جميع الناس كرماء ومستقيمين. ولكن ليست عندهم القوَّة لتنفيذ مُثُلهم الخياليَّة (أو المثاليَّات الَّتي يَدْعُون إليها) لأنَّ تحت جلد الإنسان المهذَّب قلباً معقَّداً مفعماً بالخطايا والشَّهوات.
ومهما بلغت التَّربية مِن شأنٍ عالٍ وسموٍّ وفضائل، فإنّها رغم تهذيبها لا تُغيِّر الشَّر داخلَ الإنسان. ولكنَّ المؤمن بالمَسِيْح ينال قدرةً مِن اللّه على تنفيذ المحبَّة المؤسَّسَة على فرح السَّلاَم. فالمؤمن لا يكذب. وهو إن كذب كذبةً بيضاء سهواً، يعترف بها أمام مَن كذب عليه، طالباً السَّماح منه. والمؤمن في المَسِيْح يبغض كلّ نجاسةٍ، ويبتعد عن الكلام البذيء، ويتدرَّب على طهارة يَسُوع. وهو أيضاً يرفض الظلم، ويحقّق النظام مع الطَّهارة، ويمارس الاستقامة والنُّبل في بيته وفي مهنته. فيقدر الجمالَ والصَّلاح والصِّدقَ قولاً وعملاً، لأنَّه يحمل جوهر السَّمَاء في قلبه. فجميع هذه الفضائل تحتاج إلى تدريبٍ، وهي لا تصدر في يوم واحد مِن قلب المؤمن. فقد قَبِلَ الفِيْلِبِّيون مبادئ الجودة والطهارة حامدين ربَّهم، وسمعوا بها مرَّات عديدة، حتى تيقَّنت عقولهم وامتلأت أفئدتهم بها. وفوق ذلك كلِّه رأَوا تحقُّقَ شريعة المحبَّة بأعينهم، لأنَّ الرَّسُول جعل نفسه مقياساً للحياة الجديدة. وهو لم يقُل لأصدقائه: "امتحنوا سلوكي" كما قال سابقاً بالنسبة لفضائل محيطهم، بل أمرهم أن يفعلوا مثله.
إنَّ الفضائل المحقَّة هي ظلُّ مَجد اللّه . وهذا المجد قد تجسَّد في يَسُوع. ورسله تبعوه بفرح وتمثَّلوا به. فكانَ المَسِيْحُ حاضراً في بُولُس، وصار قدوةً لجميع المُؤْمِنِيْن. وأصبح أعظم مِن جميع الفلاسفة، أعظم مِن أفلاطون وأرسطو وزرادشت وغيرهم؛ لأنَّه لم ينطق بأقوالٍ وحكمٍ فحَسْب، بل عمل ما قال، وعاش كما علَّم. فهل تجسَّدَت كلمة اللّه فيك أنتَ أيضاً؟ هل أصبحتَ ممثِّل الحقّ والصلاح في كنيستك؟ إنَّ سلام اللّه يعمل بلطفه في قلبك، وهو مستعدٌّ أن يُكمل إيمانك، لتنضج ثمار الرُّوْح القُدُس فيك، ويعم سلامك.

الصَّلَاة
أبانا، محبَّتك تجعلنا مجتهدين في إتمام الفضائل الحسنى. اغفر لنا تصرُّفاتنا الحمقاء، وامنحنا مِن حكمتك، كي نستطيع تمييز الأفكار والتصرفات في محيطنا، فننسجم مع الفضائل المقبولة عندك، رافضين الكذب والظلم والنجاسة؛ ولا ننكر الصَّلِيْب، لأنَّ مِن المصلوب تجري قوَّة المحبَّة في قلوبنا. قدِّسنا وثبِّتنا في ابنك، لكي نصبح قدوةً صالحةً للجميع حولنا بدون رياء. ليتمجد اسمك العظيم. آمين.
السُّؤَال
ما هو التَّدرج بالفضائل الَّذي ورد في رسالة بولس هذه؟