Skip to content

Commentaries
Arabic
رؤيا يوحنا
  
عبادة الحَمل مِن الخليقة كلها
5:13وَكُلُّ خَلِيقَةٍ مِمَّا فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ وَتَحْتَ الأَرْضِ وَمَا عَلَى الْبَحْرِ كُلُّ مَا فِيهَا سَمِعْتُهَا قَائِلَةً. لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْحمل الْبَرَكَةُ وَالْكَرَامَةُ َوَالْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. 14وَكَانَتِ الْحَيَوَانَاتُ الأَرْبَعَةُ تَقُولُ آمِينَ. وَالشُّيُوخُ الأَرْبَعَةُ وَالْعِشْرُونَ خَرُّوا وَسَجَدُوا لِلْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ


اخترق حمد الملائكة التي لا تحصى أعماق السّماء إلى أطراف الأرض وبلغ أعماق الأرض، حتى شعر كل حي أن تجديد العالم قد بدأ. الدَّيْنُوْنَة الهاجمة هي بداية جديدة للخليقة الإلهية.
لا يسعنا، بعقلنا المذكى بالعلوم الطبيعية والمحدود أيضا تقنيّا، أن نتصوّر حمد الحيوانات والعناصر؛ فالخلاص الذي تممه يَسُوْع لا يشمل الناس والملائكة فقط بل الخليقة كلها التي يعتبر الإنسان مسؤولاً عنها، وهو الذي جرها بعصيانه على الله إلى نضال لا هوادة فيه فِيْ سَبِيْلِ البقاء. انزعجت الأرض كلها من دخول الخطيئة إليها، وأصبح الشيطان رئيس هذا العالم "لأَنَّ انْتِظَارَ الْخَلِيقَةِ يَتَوَقَّعُ اسْتِعْلاَنَ أَبْنَاءِ اللَّهِ... فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعاً إِلَى الآنَ" (رومية 8: 18- 24). عندما يأتي يَسُوْع ثانية ستحدث أشياء كثيرة عند النباتات والحيوانات لا يمكننا أن نتصوَّرها.
عرف داود أنَّ الأسماك والناس والبرد والثلج والضباب تقدر أن تحمد الله (مزمور 148: 7- 8)، وطلب من الشمس والقمر والنجوم أن تسبِّح الرب (مزمور 148: 3). مَن يحيَ في الرُّوْح القدُس يبصر المادية السطحية التي تطبعنا اليوم بطابعها ويعرف شيئاً عن العلاقة العميقة بين الخالق ومخلوقاته. لو صرف علماء الطبيعة والاختصاصيون (التقنيون) مزيدا من الوقت في التفكير بالله وعلموا الآخرين ذلك لما تلوثت الأرض بمياه الكيمياء القذرة ونفايات الذرة.
يبقى حمد الطبيعة موضوع سفر الرُّؤْيَا. يكرم الله الخالق كما الحمل أيضا يعبدان ويحمدان ويسبحان. كذلك يعطى كل سلطان للاثنين إلى أبد الآبدين. فلا مكان لغيرة متبادلة بينهما.
الجَالِس عَلَى العَرْشِ والحمَل هما وحدة وأساس وجودنا. فالخليقة والمصالحة والحفاظ على البقاء والتقديس والدَّيْنُوْنَة والإتمام تحمل من الآب والابن معا. في المحبة بين الآب والابن أساس حياتنا. ولذلك يستحق الآب والابن، بقوة الرُّوْح القدُس، حَمْدَنا.
رَأَى يُوْحَنَّا نداء سلام الطبيعة، ومبايعة الملائكة ليَسُوْع. أثبت حراس العرش بآمين قوية ما سمعوه، وسجد الأَرْبَعَة وَالعِشْرُونَ شَيْخاً عوضاً عنا
لذلك الجَالِس عَلَى العَرْشِ والحمل.
عاد ابن الله إلى بيت أبيه بعد انتصاره في الجلجثة. ودفع الآب إليه كل سلطان وجعله رب العالمين.
ينبغي لهذا الحدث التاريخي في السماء، الذي يخبرنا به يوحنا والمتضمن تربع الحمل على العرش، أن يغير صورة تاريخنا. هل أصبح عرش الآب والابن مركز حياتنا؟ هل تقدم حياتنا تسبيح حمد للنعمة المجيدة التي لا ينطق بها؟ هل نَعبد أنفسَنا أم ذلك الجَالِس عَلَى العَرْشِ والحمل؟

الصَّلَاة
أيُّها الآب السماوي، ما أعظم محبّتك للخطاة، لأنّك خلقتهم، وبعد سقوطهم في الإثم خلّصتهم بكفَّارة ابنك الوحيد، وبعد قيامته مِن بين الأموات استقبلته استقبالاً عظيماً، وأجلسته عن يمينك، ليحكم في انسجام معك على الَّذين قبلوه والَّذين رفضوه، حتَّى يأتي يوم الدين مع الحكم النهائي والفرقان. ساعدنا حتَّى نتقدّس، ونطيع أوامرك بفرح وشكر.
السُّؤَال
بماذا تأثرت من العبادة الجماهيرية في السماء ؟ وماذا قبلت منها لعبادتك الخاصة لله وحمله؟