Skip to content

Commentaries
Arabic
رومية
  
15- جدول بُوْلُس بأسماء القِدِّيْسِيْنَ المَعْرُوْفِيْنَ لديه في كَنِيْسَة روما
(رُوْمِيَة 16: 1- 9)
16:1أُوصِي إِلَيْكُمْ بِأُخْتِنَا فِيبِي الَّتِي هِيَ خَادِمَةُ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا2كَيْ تَقْبَلُوهَا فِيْ الرَّبِّ كَمَا يَحِقُّ لِلْقِدِّيسِينَ وَتَقُومُوا لَهَا فِي أَيِّ شَيْءٍ احْتَاجَتْهُ مِنْكُمْ، لأَِنَّهَا صَارَتْ مُسَاعِدَةً لِكَثِيرِينَ وَلِي أَنَا أَيْضًا3سَلِّمُوا عَلَى بِرِيسْكِلاَّ وَأَكِيلاَ الْعَامِلَيْنِ مَعِي فِيْ المَسِيْحِ يَسُوعَ4اللَّذَيْنِ وَضَعَا عُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ حَيَاتِي اللَّذَيْنِ لَسْتُ أَنَا وَحْدِي أَشْكُرُهُمَا بَلْ أَيْضًا جَمِيعُ كَنَائِسِ الأُمَمِ.5وَعَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي بَيْتِهِمَا. سَلِّمُوا عَلَى أَبَيْنِتُوسَ حَبِيبِي الَّذي هُوَ بَاكُورَةُ أَخَائِيَةَ لِلْمَسِيْح.6سَلِّمُوا عَلَى مَرْيَمَ الَّتِي تَعِبَتْ لأَِجْلِنَا كَثِيرًا.7سَلِّمُوا عَلَى أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ نَسِيبَيَّ الْمَأْسُورَيْنِ مَعِي اللَّذَيْنِ هُمَا مَشْهُورَانِ بَيْنَ الرُّسُلِ وَقَدْ كَانَا فِيْ المَسِيْحِ قَبْلِي.8سَلِّمُوا عَلَى أَمْبِلِيَاسَ حَبِيبِي فِيْ الرَّبِّ.9سَلِّمُوا عَلَى أُورْبَانُوسَ الْعَامِلِ مَعَنَا فِيْ المَسِيْحِ وَعَلَى إِسْتَاخِيسَ حَبِيبِي.


بسط بُوْلُس في رسالته هذه المواضيع التَّالية:
أوَّلاً: أركان الإِيْمَان بالمَسِيْح.
ثانياً: الاختيار مِن الله.
ثالثاً: سلوك المُؤْمِنِيْنَ.
وشاء في نهاية رسالته ألاَّ يتكلّم عن المَبَادِئ فحسب، بل أن يبرز الأشخاص المَعْرُوْفِيْنَ لديه الَّذين هم مِن قلب الكَنِيْسَة، ويبيّن أنَّهم البرهان العملي على صحّة تعليمه، معتبراً إيَّاهم المُجسِّدين لرسالته، والممهِّدين لتعليمه ومجيئه. فلم يكن رَسُوْل الأُمَمِ غريباً في روما، بل قدّم نخبة مِن القِدِّيْسِيْنَ المَعْرُوْفِيْنَ لدى الإخوة الآخَرِيْنَ. وكانوا جميعهم ثابتين فِيْ المَسِيْحِ، وحجارة حيّة في هيكل الرُّوْح القُدُس في عاصمة الدولة الرومانية في ذلك العَهْد.
والعجيب أنّ بُوْلُس استهلَّ جدول القِدِّيْسِيْنَ بامرأة سمّاها أختنا فِيْ المَسِيْحِ فِيْبِي، وهي مَسِيْحيَّةٌ فاضلةٌ وَقَفَت حياتَها لخدمة الْكَنِيسَةِ والفقراء والمرضى والمسافرين، فكانت خادمةً رسميّة في الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي كَنْخَرِيَا، الميناء الشَّرقي لكُوْرِنْثُوْس في اليونان. ويظهر أنَّها كانت خبيرة في الأمور القانونيَّة، وتسوية القضايا الجمركيَّة، وبخاصّة للأجانب والعبيد المالكين صكّ الحرّية. وقد ساعدت بُوْلُس ورفاقه في السفر، وربّما كانت مستعدَّةً لمساعدته أيضاً في روما، لو واجه مشاكل بسبب قدومه إلى هناك. وطلب بُوْلُس مِن المَسْؤُوْلين في كَنِيْسَة العاصمة أن يُسعفوها في كلِّ ما تحتاج إليه منهم، واقترح عليهم أن يَقبلوها كقدّيسة في كنيستهم. وربّما حملت هي هذه الرِّسَالَة (الرِّسَالَة إِلَى رُوْمِيَة) مِن بُوْلُس إلى الكَنِيْسَة في العاصمة.
فكانت تتمتَّع بشخصية قوّية ومعروفة بين المَسِيْحِيِّيْنَ في الشرق الأوسط آنذاك.
ويَلي اسم حاملة هذه الرِّسَالَة في جدول القِدِّيْسِيْنَ في روما اسما بِرِيسْكِلاَّ وزَوجِها أَكِيلاَ اللَّذَين قدّما لبُوْلُس عملاً يعتاش به في أفسس (أَعْمَال الرُّسُل 18:2- 26)، وعلَّما أَبُلُّوْسَ المبشِّر الفصيح بأكثر تدقيقٍ بتعاليم الإنجيل. واللاَّفت للنَّظر أنَّ بُوْلُس ذكر اسم المرأة قبل زوجها. علماً أنَّ كليهما قدَّم رأسه كفالةً للحاكم الروماني لإنقاذ حياة بُوْلُس،وقد شكرهما جميع المُؤْمِنِيْنَ في آسيا الصغرى لهذه الخدمة المتفانية. ويظهر أنّهما سافرا بَعْدَئِذٍ إلى روما، حيث جمعا في بيتهما الرَّحب حلقات كنسيّة. فسلّم بُوْلُس على جميع أعضاء هذه الكَنِيْسَة البَيْتِيَّة واعتبرهم شهوداً لتعليمه عن نعمة الله.
ثمَّ يأتي في جدول القِدِّيْسِيْنَ اسمُ أَبَيْنِتُوسَ الَّذي وصفه بُوْلُس بحبيبه. وكان أَبَيْنِتُوسُ أوَّل مَن اهتدى إلى المَسِيْح في آسية، واعتبره المُؤْمِنُوْنَ صلة الوصل بينهم وبين المَسِيْح. ومِن ثَمَّ سافر إلى العاصمة روما ليكمل طريقه في خطوات يَسُوْع هناك.
وبعد اسم أَبَيْنِتُوسَ يذكر بُوْلُس اسم مَرْيَمَ الَّتي أجهدَت نفسَها كثيراً في كنيسة روما بأمانة ومواظبة، وربّما ساعدت بُوْلُس وفريقه قبل ذلك في اليونان والأناضول. فشهد بُوْلُس بخدمتها الطاهرة المستمرّة لأتباع المَسِيْح.
ثمَّ يذكر بُوْلُس أَنْدَرُونِكُوسَ وَيُونِيَاسَ، وهما مؤمنان مِنْ أَصْلٍ يَهُوْدِيٍّ أقاما في روما، علماً أنَّهما مِن سبط بنيامين كبُوْلُس. وكانا شاهدَين للحقيقة أنّ بُوْلُس مِن أبناء يَعْقُوْب، وقاسماه غياهب السجون الرومانية، وكانا رفيقيه في العذاب لأجل المَسِيْح. والفريد في أمرهما أنهما آمَنا بالمَسِيْح قَبل بُوْلُس، فكانا عضوين في كنيسة القدس محترمَين مِن الرُّسل الآخَرِيْنَ.
ثمَّ يَذكر بُوْلُس في جدول القِدِّيْسِيْنَ ثلاثة أسماء غريبة هي: أَمْبِلِيَاسَ وأُورْبَانُوسَ وإِِسْتَاخِيسَ. وكان أَمْبِلِيَاسَ وإِِسْتَاخِيسَ لا يزالان عبدين، ووصف بُوْلُس أولهما بحبيبه فِيْ الرَّبِّ الأمر الَّذي يدلّ على أنَّ المحتقر المعذَّب نال أعظم شرف عندما تطعّم روحياً بجسد المَسِيْح الرُّوْحيّ. كما وصف الثَّانِي بحبيبه، وكان هذا أيضاً خادماً مشكوراً في وسط الكَنِيْسَة. أمّا أُورْبَانُوسَ فكان رومانيّاً أصيلاً محترماً، وتعاون مع بُوْلُس منذ مدَّة طويلة حتّى اعتبره بُوْلُس شريكه في الخدمة ومعاونه فِيْ المَسِيْحِ. وكان معروفاً في جميع كَنَائِس روما.
مِن المهم أن ندرك أنّ الكَنِيْسَة في روما جمعَت منذ البداية أحراراً وعبيداً، كوَّنوا معاً وحدة روحية فِيْ المَسِيْحِ، الأمر الَّذي يفهمنا أنّ الرُّوْح القُدُس لا يُقِيم وزناً للاختلافات العرقية أو الجنسيَّة أو الطَّبقيَّة. فلا يميّز بين رجل وامرأة، بين حرّ وعَبْد، بين غني وفقير، بين يَهُوْدي وأممي، لأنَّهم جميعاً فِيْ المَسِيْحِ سواسية في وحدة روحيّة.

الصَّلَاة
أبانا الَّذي في السَّماوات، نُعَظِّمُكَ لأَنَّكَ أنشأت بيَسُوْع المَسِيْح وقيادة روحه القُدُّوْس كنائس بَيْتِيَّة في روما، ونفرح خاصّة أنّ في هذه الكَنَائِس لابنك اجتمع أحرارٌ وعبيد، رجالٌ ونساء، أغنياء وفقراء، يَهُوْد وأُمم، وأصبحوا جميعاً وحدة روحيّة مباركة.
السُّؤَال
ماذا نتعلّم مِن أسماء أعضاء الكَنِيْسَة في روما؟