Skip to content

Commentaries
Arabic
رومية
  
5:18فَإِذًا كَمَا بِخطيئة وَاحِِدَةٍ صَارَ الْحُكْمُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِلدَّيْنُونَةِ هَكَذَا بِبِرٍّ وَاحِدٍ صَارَتِ الْهِبَةُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ لِتَبْرِيرِ الحَيَاة.19لأَِنَّهُ كَمَا بِمَعْصِيَةِ الإِنْسَانِ الْوَاحِدِ جُعِلَ الْكَثِيرُونَ خُطَاةً هَكَذَا أَيْضًا بِإِطَاعَةِ الْوَاحِدِ سَيُجْعَلُ الْكَثِيرُونَ أَبْرَارًا.20وَأَمَّا النَّاموس (شريعة موسى) فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الخطيئة. وَلَكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الخطيئة ازْدَادَتِ النِّعْمَة جِدًّا21حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الخطيئة فِي الْمَوْتِ هَكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَة بِالْبِرِّ لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّة بِيَسُوعَ الْمَسِيْحِ رَبِّنَا.


يعود بُوْلُس إلى مقارنته الشَّرعية بين آدم والمَسِيْح. ولكنَّه، في هذه الفقرة، لا يُقارن بين الشَّخصَين، بل بين أَعْمَالهما ونتائجها. فبخطيئة واحدةٍ صار حكم الدَّيْنُوْنَة على جميع النَّاس، ولكن بفعلة برٍّ واحدةٍ صار التَّبرير والحقٌّ في الحَيَاة الأَبَدِيَّة لجميع النَّاس. ما أعظم هبة السَّماوات! أجل، بعصيان الإنسان الأوَّل أصبحنا جميعنا أسرى الخطيئة؛ ولكن بإطاعة المَسِيْح أصبحنا جميعاً أحراراً أبراراً.
وأخيراً، يُدْخِل بُوْلُس، في مقارنته بين آدم وخطيئته مِن جهة، والمَسِيْح وبرّه مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، مشكلةَ الشَّرِيْعَة الَّتي لم تَكن عوناً على خلاص العالم، لأنَّه يُظهر التَّعدي بكلِّ وضوح، ويُحرِّض الإنسان على العصيان التَّام. فالشَّرِيْعَة تُقسِّي الإنسان ويُساهم في تفاقم واستفحال خطيئته. أمَّا المَسِيْح فيُقرِّبنا من مصدر كلِّ نعمةٍ، ويُقدِّم لنا ملء القوَّة والبرّ الدَّائم، حتَّى تجري أنهار النِّعْمَة إلى جميع صحارى العالم. يتهلَّل بُوْلُس، ويهتف قائلاً: "إن كانت الخطيئة قد ملكت ببالموت على جميع النَّاس في الماضي، فقد انتهى الآن ذلك التسلّط الشرّير، لأنَّ النِّعْمَة قد تُوِّجَت ملكةً على عصرنا، ودعائم مُلكها برُّ الله المُعَزَّز بصليب يسوع.
لكلِّ إنسانٍ أسبابٌ ليشكر بها الله ويحمده، فموت المَسِيْح وقيامته قد فتحا لنا مرحلةً تاريخيَّةً جديدةً دُحِرَتْ فيها سلطة الخطيئة والموت. وإنَّنا نشهد اليوم تطوُّرات النِّعْمَة، وثمارها، وحياتها الأَبَدِيَّة، وقوَّة الله العاملة بِوَاسِطَة الإِنْجِيْل في جميع المُؤْمِنِيْنَ بالمَسِيْح.

الصَّلَاة
نَسْجُدُ لَكَ أَيُّهَا الرَّبُّ يسوع لأنَّك المنتصر على الخطيئة والموت والشَّيْطَان. وقد نقلتنا إلى عصر النِّعْمَة، وأشركتنا بأطايب حياتك. قَوِّ إيماننا، وأنِرْ بصيرتنا كيلا ننحرف إلى سُلطان الماضي المدحور، وثبِّتْنا في نعمتك، وأنشئ فينا جميع ثمار روحك، برهاناً على أنَّ نعمتك تملك حقّاً، وأنَّها أقوى من الموت. نَشْكُرُكَ لأنَّك تُغْدِق علينا بسخاء مِن فيض نعمتك، وتحفظنا بأمانتك القديرة.
السُّؤَال
ماذا أراد بُوْلُس أن يُرينا في مقارنته بين آدم ويسوع؟